Entre le lion africain et le tigre italien : étude analytique historique, psychologique et sociale sur le problème éthiopien italien
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Genres
ودهش الرأي العام العالمي من هذا الرفض ، واستحكمت حلقات العداء بين إنجلترا وإيطاليا، وعادت صحف إيطاليا للحملة على أنطوني إيدن الذي تعتبره «شيطان المسألة الحبشية»، وأعلنت إنجلترا أنه لا نزاع بينها وبين إيطاليا، بل إن النزاع بين إيطاليا وعصبة الأمم، وشاع أن ملك إيطاليا المحبوب من جميع العالم، والذي لم يسمع صوت جلالته في هذه المدة إلا قليلا، أرسل إلى ملك إنجلترا خطابا بخط يده يناشده فيه أن يوفق بين الحكومتين، وشاع أيضا أن جلالته لا يحب الحرب، ومثله في ذلك مثل قداسة البابا الذي خطب لمصلحة السلام كما يقتضيه واجبه ومركزه.
22
ولكن كثيرين من أهل التفكير على أن رفض إيطاليا يعد من قبيل الإرهاب، وإظهار الثبات وعدم التزعزع حيال اتحاد العالم، ولكنهم لن يلبثوا أن يلينوا، وآية لينهم أن يناقشوا الاقتراحات، وفعلا بعد أن هدأت العاصفة، وجست إيطاليا نبض أوروبا صرح الدوتشي بأن الأرض المعروضة عليه مقحلة وجدباء؛
23
وبذلك خرجت إيطاليا من صمتها، وعدلت عن عنادها، وأظهر سنيور جايدا، «روح الشر» في هذه المشكلة، نوعا من المسالمة.
واقترح مندوب إيطاليا تجريد الحبشة تجريدا تاما من السلاح، وأن تتولى إيطاليا إعادة تنظيم جيشها، وأن تتخلى الحبشة لإيطاليا عن منطقة من أراضيها ممتدة إلى غربي أديس أبابا من الشمال إلى الجنوب؛ لتصل بين الإريتريا والصومال الإيطالي، وإصرار إيطاليا على أن أي منفذ بحري يعطى للحبشة يجب أن يكون عن طريق الممتلكات الإيطالية.
وقال بعضهم متهكما في التعليق على هذه الشروط: إنها لا تفرض حتى في حالة انتصار إيطاليا انتصارا باهرا بعد حروب مهلكة، فما بالك بطلبها أثناء السلام!
أما الحبشة فقد قبلت مشروع الخمسة بدون تحفظ، وما زالت إيطاليا تهدد بالانسحاب من العصبة.
وقد جندت كل كائن ممكن تجنيده، حتى إنها نبشت الأرض على الكبتن جينون، وهو ضابط في الستين من عمره (كان عمره 20 عاما في الموقعة) نجا مع الأفراد القلائل الذين نجوا من معركة عدوة! وقيل إنه تطوع للخدمة في شرق أفريقيا. ونحن نعجب بشهامة هذا الجندي الشيخ، لا لأنه ساع إلى حتفه بظلفه - فإن الأعمار بيد الله - ولكن لأنه يعود عن طيب خاطر إلى المكان الذي رأى فيه الموت رأي العين بعد انقضاء أربعين عاما تحولت خلالها حاله، وابيض شعره، وانحنى ظهره، وضعضعته الأيام، ولكنها لم تفت في عضده، وإن كان في إيطاليا من طرازه واحد فرد، ففي الحبشة ألوف ينتظرون الحرب والصدام، فإنها تستعد لتجنيد مليون مقاتل، فتدفق سيل من رؤساء القبائل للاندماج في الجيش.
ومما يؤسف له أن مستر فرنك كيلوج، صاحب الميثاق السلمي الدولي الشهير، قد استقال من عضوية محكمة لاهاي الدولية، والسبب الظاهر أحوال ترغمه على التغيب عن المحكمة، والسبب الصحيح ضجره وقرفه مما وصلت إليه حالة بعض زعماء شعوب أوروبا ممن وقعوا على ميثاقه.
Page inconnue