Entre religion et science : Histoire de leur conflit au Moyen Âge à propos des sciences astronomiques et géographiques
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Genres
ولقد أخذ رجال الكنيسة يعدون العدة بعد ذلك ليتموا تحطيم نظرية «كوبرنيكوس»، وأن يهدموا البراهين التي أقامها «غاليليو» على صحتها ففي 13 يونية سنة 1633 أمر المجمع المقدس، بعد موافقة البابا الذي كان قائما إذ ذاك، أن يرسل الحكم الصادر ضد «غاليليو»، وكذلك إقراره إلى كل «قاصد رسولي»
Nuncio
في أوروبا بأجمعها، وإلى كل رؤساء الأساقفة والأساقفة وأعضاء محاكم التفتيش في إيطاليا. وفي هذا المستند التاريخي صدرت الأوامر مشددة بأن يعلن الحكم والقسم معا «إلى كل القساوسة، وأن يحيط به فضلا عنكم كل أساتذة الفلسفة والرياضيات؛ حتى يعرفوا لماذا حاكمنا «غاليليو» وأن يحيطوا علما بمقدار ما في هذه الخطيئة من خطر فيجتنبونها، وليبتعدوا جهد مستطاعهم عن أنواع العقاب التي لا بد من أن تنزل بهم إذا ما وقعوا في حالة تشبه حالة غاليليو.»
وكان من نتيجة هذا أن اجتمع كل أساتذة الفلسفة والرياضيات والفلك في مختلف الجامعات في أنحاء أوروبا وقرئ عليهم هذا الصك. ولقد كان هذا العمل بردا وسلاما على قلوب اللاهوتيين جميعا، فكتب عميد جامعة «دوي »
Douay
ذاكرا رأي «غاليليو» إلى القاصد الرسولي في بروكسيل يقول:
لقد ظل أساتذة جامعتنا على معاداتهم لتلك الفكرة التعصبية عاكفين، حتى إنهم لم يتركوا فرصة تمر دون أن يعبروا عن رأيهم في أنه من الأوفق أن تزول تماما؛ ففي جامعتنا الإنجليزية «بدوي» لم نوافق مرة على ترويج هذه المتناقضات، ولن نوافق على ترويجها في المستقبل.
ثم تقدم رجال الكنيسة خطوة أخرى؛ فقد صدرت الأوامر لأعضاء محكمة التفتيش، وفي إيطاليا على الأخص بأن لا يسمحوا بإعادة طبع شيء من كتب «غاليليو» أو ما يشابهها من الكتب. وكذلك طلب إلى اللاهوتيين - بعد أن سكت «كوبرنيكوس وغاليليو وكبلر» - أن يدحضوا براهينهم وينقضوا أقوالهم بالقلم واللسان، وهنالك فاضت الكنيسة على أوروبا بسيل عرم من البراهين الناقضة لمذهب «كوبرنيكوس».
ومن أجل أن يصبح العمل تاما كاملا، ثبت في الفهرست الكنسي أمر يحرم «كل الكتابات التي تثبت دوران الأرض» وأمضى البابا أمرا، على اعتبار أنه المعصوم عن الخطأ وأنه المعلم الملهم قدسيا، والقائم حفيظا على الدين والآداب والمعتقد، مقيدا بتلك الدينونة ضمير كل شخص أظله العالم النصراني.
من بين الكتب التي ظهرت بإرشاد الكنيسة بعد إدانة «غاليليو» رامية إلى اقتلاع جذور النظرية الكوبرنيكية من عقول الناس، نختار كتابين اثنين نتخذهما مثالا وعظة: الأول كتاب خطته يراعة «سيبيو شيارمونتي»
Page inconnue