قال أبو بكر: ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سقط عن فرس فجحش شقه الأيمن فصلى جالسا، وأجمع أهل العلم على أن فرض من لا يطيق القيام أن يصلي جالسا، واختلفوا فيمن له أن يصلي جالسا، فقال ميمون بن مهران: إذا لم يستطع أن يقوم لدنياه فيصلي قاعدا، وبه قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وزاد إذا كان قيامه يزيده وهنا، ويشتد عليه صلى جالسا. وقال مالك: أحسن ما سمعت في المريض إذا شق عليه وأتعبه وبلغ به حتى يشتد عليه القيام أن يصلي جالسا. وقال الشافعي: إذا أطاق ببعض المشقة المحتملة لم يكن له أن يصلي جالسا، إلا كما فرض عليه، وإنما أمره بالقعود إذا كانت المشقة غير محتملة، أو كان لا يقدر على القيام بحال.
Page 80