Le Héros Conquérant Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
أما السبب الذي دعا اللورد بونسوبي إلى نصيحة الباب العالي بأن يعطي إبراهيم باشا أدنه، مع تصريح اللورد بالمرستون قبل ذلك بأن إنكلترا لا تسلم بقيادة دولة عربية فتية على طريق الهند، فهو أن تستعين إنكلترا بالصلح بين مصر وتركيا على إخراج الروس من الآستانة، ثم تستغل بعد ذلك حفيظة الباب العالي على محمد علي حتى ينهض بعد إصلاح شئونه لأخذ الثأر ومنع التوسع المصري.
ولما وصل الكونت أورلوف الروسي إلى الآستانة في أبريل، بلغه أن الصلح بين السلطان ومحمد علي وضع في اليوم السابق لوصوله، فقال: «إن هذا الصلح ليس سوى هدنة لا تدوم أكثر من خمس سنين إلى ست سنين.» وهذا ما وقع بعد ذلك. ولم يكن اتفاق كوتاهيه معاهدة صلح تضمنها الدول، ولكنه كان محضرا بين إبراهيم ومندوب السلطان، نفذ بصدور فرمان الولاية لمحمد علي على مصر وكريد وسوريا، وبتعيين إبراهيم محصلا أو مديرا لأدنه وواليا للحجاز ... إلخ.
ووصل خبر الاتفاق إلى الإسكندرية في 11 أبريل. وفي 16 أبريل وصل الأميرال سليم بك من قواد جيش إبراهيم، وكان قد غادر كوتاهيه في مساء 9 أبريل، وقابل محمد علي في دار صناعة السفن بحضور القناصل، فصاح بوغوص بك بأعلى صوته: «لقد أبرم الصلح.» فتغير وجه محمد علي وضحك ضحكة عصبية؛ لأنه لم يستطع تمالك نفسه. ورأى الحاضرون دمعتين تنحدران على خديه من عينيه رغم رزانته ومهابته.
ولكن الرد على مسألة أدنه أبطأ، فأخذ مندوبو الدول يلحون على محمد علي بأن يتحول عن طلب أدنه، وكل واحد منهم يقرن طلبه بالتهديد أن يسلم لهم، إلى أن وصلت سفينة حربية في 5 مايو تحمل من إبراهيم خبر تسليم الباب العالي بأدنه، فأمر محمد علي بأن ترفع المراكب والسفن زينتها كاملة، وبأن تطلق القلاع والطوابي في جميع أنحاء البلاد مائة مدفع ومدفعا. وقرر السفر إلى القاهرة وتفقد المزارع بطريقه، حتى لا يقابل مندوب السلطان برتو بك - الذي يحمل إليه الفرمان - في غير العاصمة.
وهذا هو نص الفرمان السلطاني الصادر في 6 مايو إلى الوزراء والميرميران والمللا والقضاة ونواب الشرع والمتسلمين والكبراء والأعيان والوجوه والموظفين في أنحاء بلاد الأناضول:
إن تأكيد الأمانة والإخلاص الذي قدمه في العهد الأخير والي مصر محمد علي باشا وولده إبراهيم باشا، قد لقي الحظوة لدينا، فنوجه إليهم رضانا العالي الشاهاني، وأثبت في ولاية كريد ومصر محمد علي باشا. ونظرا لالتماسه الخاص، وليته مقاطعات دمشق، وطرابلس الشام، وصيدا، وصفد، وحلب، وإقليمي القدس ونابلس، وحراسة الحج، وقيادة الحردة. ونال ابنه من جديد من عطفنا الشاهاني لقب شيخ الحرم المكي، وولاية جده. وفوق هذا قد أجبت ملتمسه بشأن إدارة مقاطعة أدنه التي يديرها إدارة الجفالك الشاهانية، وذلك بلقب محصل.
وإني لما طبعت عليه من الإنصاف والشفقة والحلم، أصدر أمري هذا لجميع من في بلاد الأناضول بألا يحاسبوا أحدا من السكان والأعيان عن الماضي، وأن ينسوا جميع الحوادث التي وقعت. وأنتم جميعا تبلغون من في دائرتكم عفوي، وتبذلون جهدكم لتطمين الخواطر من هذا الوجه، وتعملون كل ما باستطاعتكم لرفع الأدعية لشخصنا الشاهاني من كافة الشعب الذي هو أمانة من الله في يدنا.
ولأجل إعلامكم أصدرنا فرماننا هذا طبقا لخطي الشريف، فأبلغوا إرادتي السامية لكل من عندكم، وطمنوا الأهالي وحثوهم على الدعاء لي، وابذلوا الجهد لتنفيذ إرادتي دون أن تسمحوا لأحد بإهانة أحد ومخالفة مقاصدي السامية.
وهذا كتاب إبراهيم باشا إلى جلالة السلطان محمود في 11 مايو من معسكر كوتاهيه بعد البسملة:
الحمد لله القوي الجبار، والذي تتعالى قوته عن كل شبيه ومثيل، أسأله وهو خير مسئول أن ينعم بالغبطة التي لا تنهى، وبالسعادة التي لا تزول، على صاحب العظمة السامية والحلم المتناهي والجلالة، مولانا القدير العظيم الشأن الذي غمرتنا وغمرت العالمين مبراته وإحساناته. وأسأله بسط ظله الوارف الذي يستظل به سائر العباد على عبده هذا، سائلا الله إجابة دعائي بجاه المصطفى سيد الرسل والأنبياء.
Page inconnue