Le Héros Conquérant Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
أما إبراهيم باشا فإنه رد على كتاب الأميرال روسين بقوله «إنه يقيم حيث يقيم الآن في كوتاهيه بأمر والده، وإنه لا يتقدم ولا يتأخر على هواه، بل طبقا للأوامر التي يتلقاها من مصر وحدها.»
وكان إبراهيم قد وقف في كوتاهيه وأرسل جنوده، فاحتلوا القرى والمدن الواقعة على الميمنة والميسرة. وفي 19 فبراير ذاع في أزمير أن جيش إبراهيم باشا مقبل عليها، فسلم واليها طاهر بك مقاليد الأمور إلى أحد أعيانها أمين أفندي الذي تولى الحكم باسم إبراهيم باشا. ووصل الخبر إلى الآستانة في 24 فبراير، فكان الجزع شديدا، واغتنم الروس الفرصة لإبقاء أسطولهم في البوسفور «دفعا للخطر الداهم»، وأرسل السلطان صنيعته أحمد بك لزيارة الأسطول الروسي تملقا إليه.
ولكي يثبت الأميرال روسين للسلطان بأنه متمسك بشروطه على مصر، أمر قنصل فرنسا في أزمير أن ينزل علم القونصلاتو، وحذا حذوه قناصل إنكلترا والنمسا وبروسيا. فلما رأى ذلك أمين أفندي الذي يتولى الحكم باسم إبراهيم باشا أعاد مقاليد السلطة إلى الوالي طاهر بك. •••
استعاد حزب الروس قوته في إستامبول بعد تعيين رءوف باشا صدرا أعظم؛ لأن روسيا الدولة الوحيدة التي تستطيع مساعدة الباب العالي، فغضب لذلك الأميرال روسين، وكتب إلى حكومته أن الدواء الوحيد لخلاص تركيا لا يكون إلا بخلع هذا السلطان، وقال: إن الشعب في سبات عميق، فهو أعجز من أن يفعل ذلك. وفي 15 مارس أبلغ الأميرال الفرنساوي الباب العالي أنه إذا لم يبتعد الأسطول الروسي بعد 25 ساعة عن البوسفور، فلا يكون مسئولا عن اتفاق 21 فبراير. ومن أجل هذا البلاغ جمع السلطان ديوانه، وكلف ريس أفندي أن يذهب إلى السفارة الروسية وأن يبلغ الجنرال مورافيف والأميرال لازاريف أن الاتفاق قد أبرم مع مصر، فهو يأمل إعادة الأسطول الروسي إلى روسيا. فأجابه الجنرال أن إبراهيم باشا لا يزال على مسيرة خمسة أيام من إستامبول، وأن باستطاعته أن يهجم عليها. فأجاب ريس أفندي أن لدى الدولة وسائل المقاومة. وهذا ما أبلغه الباب العالي إلى الأميرال روسين، ثم ظهر أنه لم يكن صحيحا. أما نظر إنكلترا إلى اتفاق 21 فبراير، فكان نظر الارتياح، فكتب بالمرستون إلى ويليام كامبل سفير إنكلترا في كابل يقول:
إن الشروط المعروضة على محمد علي باشا حسنة جدا ما دامت هذه الشروط تحرمه من دمشق وحلب، وهما الطريق إلى العراق. وفوق هذا، يجب أن يثبت في كل سنة في ما أعطى له وإن كان تثبيته في ولاية مصر دائما.
وقد كان قصده تأليف مملكة عربية لجميع بلاد العرب، والمشروع جليل الشأن بذاته لولا أنه يقضي بتقسيم تركيا، فلا يمكنا أن نسلم به.
أضف إلى ما تقدم أن تركيا أفضل دولة تملك طريق الهند، فهي أفضل من أي ملك عربي يقوم على هذه البلاد نزوعا للعمل كثير الحركة.
فالواجب علينا أن نساعد السلطان على أن يعيد تنظيم جيشه وأسطوله وماليته، فإذا استطاع أن يعيد النظام إلى تلك الولايات الثلاث استطاع البقاء. ا.ه.
أما «فيينا» فإنها قابلت خبر اتفاق 21 فبراير بالارتياح، وإن كان مترنيخ اتهم الأميرال روسين بأنه عمل بلا حساب وبحكم الحسد، الأمر الذي يجرح روسيا، ولولا اشتراط الأميرال روسين سفر الأسطول الروسي من إستامبول لغادرها ذلك الأسطول بعد الاتفاق، ولا يمكن أن تسكت روسيا على الجرح الذي أصابها.
أما روسيا فكان جوابها أن القيصر لم يكن يحاول جراية منفعة، أما بعد الآن فإن تركيا باتت في قبضة روسيا ولا قيمة لاستقلالها بعد احتلال الأسطول والجيش أملاكها.
Page inconnue