Le Héros Conquérant Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
محمود بك الأرناءوطي ناظر الجهادية وجد عزيز عزت باشا.
وأحصى ما ألقته المدافع على عكا من القنابل الكروية والأسطوانية، فإذا هو 50 ألف قنبلة كبيرة و180 ألف قنبلة من القنابل الصغيرة. ولما سلم عبد الله وأقبل الناس على إبراهيم باشا يهنئونه قال في جمع عظيم: «إني سأذهب في فتوحاتي إلى حيث تنتهي البلاد التي يتكلم أهلها العربية.» لذلك كان يلقب جيشه بالجيش العربي.
أما عبد الله باشا، فإنه من الولاة الأشداء الممتازين، طمع في سنة 1822 بأن يضم دمشق إلى البلاد التي يتولى أمرها، فاتفق الولاة على مقاتلته خوفا من امتداد سلطانه، واضطر أن يرجع إلى عكا للدفاع عنها؛ لأن أعداءه حصروها، وكان يخشى أن يحصرها الباب العالي بحرا، فوسط محمد علي باشا لدى الباب العالي فنال ما طلب على شرط أن يدفع 60 ألف كيس - الكيس 500 قرش - فأقرضه محمد علي قسما من هذا المال، ولكنه لم يشأ دفع القرض وجعل عكا ملجأ للفارين من مصر.
وفي 30 مايو سافر عبد الله باشا والكخيا إلى مصر على سفينة حربية مصرية، فوصلت بهما إلى الإسكندرية في 2 يونيو، وعند وصولهما أطلقت المدافع، فأرسل محمد علي قواصا إلى عبد الله باشا ليبلغه أن محمد علي في انتظاره في الديوان.
فلما دخل مر بين صفين من القواصة بقيادة أحد الضباط، ودخل الديوان فإذا بمحمد علي واقف ينتظره، فانحنى أمامه طالبا العفو والغفران، فصافحه محمد علي وطمنه ثم جلس وأجلسه إلى جانبه، وأمر بأن تقدم له القهوة والشبق. وكان الجمهور حاشدا لرؤية عبد الله باشا، فأمر محمد علي ذلك الجمهور بالانصراف، واختلى بأسيره ثم صرفه إلى دار الضيافة التي مكث فيها إلى أن أطلق سراحه وسافر إلى الآستانة في أوائل شهر يناير.
ولما وصل البريد بخبر فتح عكا أمر محمد علي باشا بأن تطلق المدافع من جميع القلاع والحصون بالمدن والبنادر ثلاث دفعات في اليوم مدة ثلاثة أيام؛ إعلانا للفرح والسرور ولإعلان البشرى في أنحاء البلاد.
ثم صدر العفو عن المسجونين والمنفيين ما عدا القاتل وقاطع الطريق إجابة لإبراهيم باشا، وكان السجن والمنفى في مدينة رشيد.
وأمر محمد علي باشا بعمل وسام مكتوب عليه اسم «محمد علي» بحجر البرلنتي لإرساله إلى إبراهيم باشا تذكارا لانتصاره.
وبلغت خسارة المصريين 1429 جريحا و512 قتيلا.
ونظم الشيخ شهاب الدين تاريخ فتح عكا في البيتين الآتيين، وقد نشرا في ختام تقرير إبراهيم باشا في الوقائع المصرية؛ وهما:
Page inconnue