69

Basaïr Dhawi Tamyiz

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

Chercheur

محمد علي النجار

Maison d'édition

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

Lieu d'édition

القاهرة

﴿فاصدع بِمَا تُؤْمَرُ﴾ فلم يتمالك أَن وقع على الأَرض وسجد، فسئل عن سبب سجدته فقال، سجدت فى هذا المقام، لفصاحة هذا الكلام.
وأَما تلاؤم الكلمات والحروف ففيه جمال المقال، وكمال الكلام؛ نحو قوله تعالى: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ﴾ ﴿وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ﴾ ﴿ياأسفى عَلَى يُوسُفَ﴾ ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا﴾ ﴿فأدلى دَلْوَهُ﴾ ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ ﴿وَجَنَى الجنتين دَانٍ﴾ ونظائرها.
وأَمَّا فواصل الآيات ومقاطعُها فعلى نوعين: إِمَّا على حرف كطه؛ فإِنَّ فواصل آياتها على الأَلف، وكاقتربت؛ فإِنَّ مقاطع آياتها على الراء، وإِمَّا على حرفين كالفاتحة؛ فإِنَّها بالميم والنُّون: ﴿الرحمان الرحيم مالك يَوْمِ الدين﴾ ونحو ﴿ق والقرآن المجيد﴾ فإِنَّها بالباءِ والدَّال.
وأَمَّا تجانس الأَلفاظ فنوعان أَيضًا: إِمَّا من قبيل المزاوجة؛ كقوله ﴿فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فاعتدوا عَلَيْهِ﴾ ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ الله يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ﴾ ﴿يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وأَكِيدُ كَيْدًا﴾ ﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله﴾ ﴿وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ﴾ ﴿هَلْ جَزَآءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان﴾ وإما من قبيل المناسبة كقوله ﴿ثُمَّ انصرفوا صَرَفَ الله قُلُوبَهُم﴾ ﴿يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القلوب والأبصار﴾ .

1 / 70