قرأت جميعه بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة بين باب العمرة وباب السدة على جمال الدين الهمذاني المذكور في ثمانية عشر مجلسًا، وذلك في سنة ثمان وخمسين وست مائة، قال: وعمره إذاك مائة عام كاملة واثنا عشر عامًا، وكان ثابت الذهن، صحيح الفهم، قال: أجازنيه أبو الوقت إجازة معينة هو سديد الدين عبد الأول بن عيسي بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق السجزي الأصل، الهروي المنشأ، الماليني الاستيطان، البوشنجي الرحلة، الصوفي النحلة، البغدادي الوفاة، وكان اسمه الذي سماه به أبوه محمدًا، وسماه الإمام أبو عبد الله الأنصاري عبد الأول، وكناه أبا الوقت، وقال: الصوفي ابن وقته: قال لنا فخر الدين المذكور: وأذكر من لفظ الشيخ جمال الدين ما معناه، أن أبا الوقت أقعده في حجرة والجامع الصحيح يقرأ عليه، قال: ثم قال لي: إذ سألوك هل رأيت أبا الوقت فقل لهم: نعم، فإن قالوا لك: ماذا قال لك؟ فقل لهم أجزتكم حمل كتاب البخاري عنه، قلت: وكأن الشيخ أبا الوقت رحمه الله تعالى قد كوشف بطول عمر هذا الهمذاني، وأشعر بأنه يعمر حتى ينفرد بالرواية عنه في أقطار الدنيا شرقًا وغربًا، حتى تستغرب رؤيته لأبي الوقت وروايته عنه، ويستفهم هل رآه أم لا، وكذلك وقع والله تعالى أعلم، بحق سماع أبي الوقت لجميعه من جمال الإسلام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود بن حمد بن معاذ بن سهل بن الحكم بن شيرزاذ بن سهل، والأول أشهر، الداوودي البوشنجي في سنة خمس وستين وأربع مائة، وهو في السابعة من سني عمره، بحق سماعه من أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حموية بن أحمد بن يوسف بن أعين السرخسي الحمودي، في شهر صفر سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة، بحق سماعه من أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري، واختلف في تاريخ هذا السماع، فقيل: وهو الأكثر أنه كان في سنة ست عشرة وثلاث مائة، وقيل: بل كان سنة خمس عشرة، وقيل: غير ذلك، بحق سماعه من المصنف مرتين اثنتين، مرة بفربر، ومرة ببخاري، أولاهما سنة ثمان وأربعين ومائتين، والأخري وهي التي كانت ببخاري سنة اثنين وخمسين، ونقل بعض أئمة المحدثين عن الفربري، أنه قال: سمعت الجامع الصحيح من أبي عبد الله البخاري في ثلاث سنين، في سنة ثلاث وخمسين، وأربع وخمسين، وخمس وخمسين، والله تعالى أعلم وهو ولي التوفيق.
1 / 69