وجاء عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ((مات ابن لي فكتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل، سلام [الله] عليك، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد: فعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، ثم إن أنفسنا وأموالنا وأهالينا وأولادنا من مواهب الله عز وجل الهنية، وعواريه المستودعة يمتع الله بها إلى أجل معدود، [ويقبضها لوقت معلوم] ثم افترض [عليه] الشكر إذا أعطى، والصبر إذا ابتلى، وكان ابنك [هذا] من مواهب الله الهنية، وعواريه المستودعة، متعك الله [به] في غبطة وسرور، وقبضه بأجر كثير، إن صبرت واحتسبت. لا تجمعن عليك، يا معاذ، أن يحبط جزعك أجرك، فتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك، عرفت أن المصيبة قد قصرت واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا فليذهب أسفك، ما هو نازل بك فكان قد. والسلام)).
Page 105