============================================================
21 ثم عاد إلى بقية التمر لكان لا يخلو أن تكون أصابعه مبيلة من ريق الفم عند أخذ النواة ، فكره أن يعود إلى بقية المر وفى يده بلة النواة ، لحرمة الاكيل والصاحب وليتآدب به من بعده ، فانه قد يعاف الرجل فعله ذلك ويكره: فكان يلتقى النوى بظلهر أصبعيه ويستعمل ياطنهما فى تناوله . وفى حديث آخر ما يحقق ما قلناه . حدثناه عربن ابى عز بأسناده وهو أنه لا ونهى أن يجمع بين التمر وبين النوى ، ويين الرطب والتوى على الطبق ، ثم قال : حدثنا عمر قال حدثنا الحارث باسناده أنه أتى بطبق من رطب ، فأكل منه شييا ثم ألقى الثوى من فمه بشماله ، فرت به داجنة فناولها اياه فأكلت .هذا آخر كلام الترمذى.
قلت : وعلى هذا يكره للآ كل اذا أراد أن يعود للأ كل أن يلعق أصابعه كما ذ كر، وانما يسن له لعقها آخر أكله حتى لا يعود بعده ، وهو المفهوم من الاحاديث والله أعلم . وقال جعفر الصادق: اذا جلستم مع الاخوان على المائدة فأطيلوا الجلوس، فانها الساعة التى لا تحسب عليكم من أعاركم . وقال : "لا تزال الملائكة تصلى على أحدكم ما دامت ما ثدته موضوعة بين يديه حتى ترفع" وقال "الطعام البازد فيه بركة ، والطعام الحار لا بركة فيه " وقال ل "الثريد بركة" وروى أنه دعا يوما بقرص فكسره فى صحفة ثم وضع فيها ماء سخنا ووضع فيها ودكا، وصنع منه ثريدة ثم شعشعها ثم لبقها ثم صنبها (1) وقال اة " إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" { فصل} واعلم أنه يكره أن يأكل الانسان من الحلال فوق شبعه ، وأكل طعام المباهات ، وما تكلف للأعراس والتعازى ، وطعام الظلمة والفسقة ، وإن كان من وجهه ، وأما المجهول فان لم يمكن ترك طعامه إلابالايذاء فعليك أن تأكل، (1) قوله : لبقها يعنى جمعها بالمقدخة وهى المغرفة وشعشفها أفرغ عليها رعلة من السمن فرواها بها وفرقها بها وصعنبها أى رفع رأسها
Page 214