Preuves qu'il n'y a pas de bonne innovation en religion et réfutation des illusions des opposants

Abou Tahir Silafi d. 576 AH
49

Preuves qu'il n'y a pas de bonne innovation en religion et réfutation des illusions des opposants

البراهين على ألا بدعة حسنة في الدين والرد على شبه المخالفين

( والحاصل من جميع ما ذكر فيه قد وضح منه أن البدع لا تنقسم إلى ذلك الانقسام

بل هي من قبيل المنهي عنه إما كراهة وإما تحريما) (¬1) .

الشبهة الحادية عشر: يقول البعض: إن ترك الرسول - صلى الله عليه وسلم - للفعل لا يدل على التحريم إلا إذا جاء في ذلك دليل صريح، فكيف يحتج على إنكار البدع الحسنة - حسب زعمهم - بحجة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك؟

الجواب:

(أولا: أن الله تعالى قال فيما امتن به على عباده: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ]المائدة:3[ وفي هذه الآية دليل على أنه لا يجوز إحداث البدع لأنها ليست من الدين الذي أكمله الله تعالى لهذه الأمة في حياة نبيها ورضيه لهم.

ثانيا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: { إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتتن وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة } قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: { ما أنا عليه وأصحابي } رواه الترمذي (¬2) وهذا الحديث يدل على أن إحداث البدع لا يجوز لأنها من الأعمال التي لم يكن عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم) (¬3) .

ثالثا: ("من المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم أن كل عبادة مزعومة لم يشرعها لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله، ولم يتقرب هو بها إلى الله بفعله، فهي مخالفة لسنته.

لأن السنة على قسمين: سنة فعلية، وسنة تركية.

فما تركه - صلى الله عليه وسلم - من تلك العبادات؛ فمن السنة تركها.

Page 49