Le Reste du Temps est une Heure
الباقي من الزمن ساعة
Genres
ثم عزت نفسها قائلة: لكنه جمال الذي خلق هذا الجيش وجهزه!
وتشبث أمين بهذا القول كأنه طوق النجاة. حتى علي هزت نشوة نفسه الرافضة ولكنه سرعان ما استردته هموم طارئة بسبب مرض ميرفت هانم. قهرها روماتزم مفصلي ومتاعب في الجهاز الهضمي وفساد في الأسنان اقتضى خلعها. انطفأ ولعها بالحياة وعجزت عن الحب واجتاحتها طفرة من الشيخوخة، فراح يمضي وقت زيارته إلى جانب فراشها مفعم القلب بالرثاء والأسف والقرف. وفي قمة النصر حدثت الثغرة، وكانت مفاجأة غير سارة ولكنها لم تخدش المعالم الأساسية للصورة، غير أنها لم تخل من رد فعل شامت عند منيرة وأمين، أما سهام فقالت بجرأة على مسمع من والديها وأخيها: إنها هزيمة أشنع من 5 يونيو!
فقطب محمد وقال بجفاء: هذا ما يردده زملاء لي من الشيوعيين، حذار يا سهام، إنك تحيرينني!
فقالت بإصرار: إني حرة في رأيي!
فهتف بها: حرة نعم ولكنك مسلمة أيضا!
فقالت لنفسها: «لست مسلمة!» وقالت أيضا دون أن يدري بها أحد: إني أختنق في هذا البيت!
وتوقف القتال، وتنفست الكائنات المتوترة، وتم البعث فلا رجوع عنه. غير أن البيت القديم لم يسلم، أو لم يسلم تماما. وكان محمد أول من علم بالخبر؛ إذ زاره في مكتبه صديق من ضباط المدفعية، وقال له: ابن أختك رشاد أصيب في الثغرة، ونجا بأعجوبة!
قرأ محمد في وجه صاحبه أنه لم يدل بكل ما عنده فحدجه بنظرة واجمة متسائلة: اقتضى الأمر جراحة لبتر الرجلين!
تجلى الحزن في عين محمد الباقية فقال الآخر: نحن على أي حال في عصر الأطراف الصناعية.
وغادره وهو يقول: إنه بطل!
Page inconnue