161

Balaghat Gharb

بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره

Genres

ماذا؟

فيدر :

لقد أنبأتك به ولكنك لم تصدقيني، وقد تغلب دمعك على تعذير سريرتي، وسأموت هذا الصباح وأكون أهلا لأن تبكيني العيون؛ إذ اتبعت إرشادك، وسأقضي نحبي فاقدة شرفي.

إينون :

تموتين؟!

فيدر :

أيها الإله العادل! ماذا أعمل اليوم؟ سيظهر بعلي وابنه بجانبه، وسأرى كيف يبصرني شاهد غرامي الفاحش وهو متشوق لأن يعرف بأي جبين أستطيع لقاء أبيه، وقلب مفعم بتأوهات جعل في أذنه وقرا عن استماعها، وعين مغرورقة بدموع مل منها وسئم؛ أتظنين أنه مشفق على شرف أبيه ويكتم عنه هذه الحمية التي أهاجت مني كامن الآلام ويسمح بخيانة أبيه وملكه؟ أتراه يستطيع أن يضبط ما عنده من الحقد علي؟

سيلتزم الصمت بغير جدوى، وإني أعرف خيانتي يا إينون، ولست من النساء المستهترات اللاتي نضب منهن ماء المحيا؛ فلا يبالين بالفضائح والمعرات، ويستمرئن مرعى الجرم، ويذقن فيه الدعة والسلم؛ حتى عرفن أن يحملن جبينا لا يضرجه الخجل.

إني أعلم حدتي وأذكرها، ويخيل إلي أن هذه الجدران والقباب ستنطق وتتهمني منتظرة بعلي لتوقفه على حقيقة الأمر؛ فلنمت لتخلصنا شعوب من جميع هذه الأهوال.

هل الموت مصيبة عظمى؟ كلا؛ فإنه لا يحدث أقل فزع للتعساء المنكودين، ولا يعبئون به، ولست أخشى غير الاسم الذي أتركه بعدي ميراثا مروعا لأبناء عثر بهم الجد!

Page inconnue