144

Balaghat Gharb

بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره

Genres

12

الأثيم الذي هام به وتيمه.

عجبي لك! فأي جنون ألجأك لأن تكون ضحية له، وأن تحملنا تبعة جرم أخيك، ولم أدعني أمزق جيوبي غما وأعطيه دمي النقي ثمنا لحبه الأحمق؟

ماذا أقول في هذا الأمر الذي أثار غيرة الجميع، وتظن أن هيلانة التي عكرت صفو أوروبا وآسيا تستأهل أن تكون ثمنا لحروبك العظيمة؟ كم من مرة حمرت وجوهنا خجلا لأجلها قبل ارتباطها المشئوم بزواج أخيك؛ إذ اختطفها تيزيه

13

من أبيها كما علمت، وأنبأك به كلكاس، وائتلف بها سرا وأولدها بنتا أخفتها عن اليونان وكانت برهانا ساطعا لإثمها.

وإني لا أصدق أن حب الأخ وشرفه الموصوم هو الذي دعاك لهذا الاهتمام وعجلت لأجله، كلا بل أمانيك في الملك التي لا تنطفئ من قلبك، والإعجاب برؤية عشرين ملكا تخدمك وتخشاك، ويعهد إليك بمقاليد أمور المملكة التي عبدها فؤادك، وتريد أن تضحي لأجلها ابنتك أيها القاسي الغليظ القلب، ولا يحركك قلبك لترفض هذه الضربة الفاجعة التي تريد أن يكون لك بها فضل وحشي.

تغار على ملك تحسد عليه أن نلته، وتود أن تبتاعه بدمك راغبا أن تفحم كل مجترئ أراد أن ينازعك فيه. أتعد إذن والدا؟ آه! إن فكري يسلم ويقر بقسوة هذه الخيانة.

وذاك الكاهن الذي التفت حوله فئة ممن لا قلوب لهم ولا خلاق يريد أن يمد يدا أثيمة إلى ابنتي، ويمزق أحشاءها، ويستشير الآلهة بعين زائغة وقلب خفاق، وأنا الذي أتيت بها وهي متهللة مستبشرة معجبة بجمال يسلب النهى، أرجع على عقبي وحدي بخفي حنين يائسة بائسة! وأرى الطرق ما برح عرفها الشذي متضوعا مما نثر تحت أقدامها من الأزهار.

كلا فإني لا أقودها إلى العذاب أو تضحى لليونان ضحيتان، ولا خوف أو احترام يستطيع أن يفصلها مني أو ينزعها من بين ذراعي إلا بعد أن يدميهما، يا لك من بعل وحشي وأب قاس ! تعال لتريني كيف تقدر أن تنتشلها من بين يدي أمها؛ فادخلي إذن يا بنيتي وأطيعيني على الأقل للمرة الأخيرة. (2) فيدر

Page inconnue