Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Genres
هذه النكتة التاريخية وربما كانت فكاهة خرافية تمثل شاعر الفرنسيس مورنيي، وقد شاخ وافتقر، واقفا أمام حانوت إسكاف حقير؛ ليخصف نعلا لا يملك غيرها ودعاه الحال لينتظرها ريثما يصلحها الإسكاف.
في منعطف طريق بوسط باريس ازدحمت فيه السابلة، وعلت جلبتهم، كان شيخ ماشيا الهوينا بقدم متثاقلة وشكل غريب، غارقا في بحار تأملاته وخياله، غائصا في الوحول وهو غير شاعر، مرتديا بعباءة لم يبق بها مسكة، وكان نظره كنظر النسر، وفوداه
3
أبيض من لجين، يمثل بكبريائه وخيلائه الصور القديمة التي ابتدعتها بنان المرة من المصورين، الذين لو رأوه لاختاروا وجهه نموذجا للأوسمة النحاسية التي تمثل وجوه القدماء من المشاهير.
وكان يخيل للناظر أن كل ثنية من ثنيات خده الغائر تدل على فكرة، ويقرأ في عينيه السوداوين ضجر وملل.
أشرقت الشمس بعد احتجابها وصفت السماء، وكانت النواظر تغضي مهابة أمام عطارد الذي يسمونه الدينار، وقد قضى «بوالو»
4
لياليه الثمينة في تمجيده، وأتى «منصار»
5
بالعجب العجاب للحصول عليه.
Page inconnue