Bahuth wa Maqalat fi al-Lugha
بحوث ومقالات في اللغة
Maison d'édition
مكتبة الخانجي بالقاهرة
Numéro d'édition
الثالثة ١٤١٥هـ
Année de publication
١٩٩٥م
Genres
وقد لخص جلال الدين السيوطي كل هذه الحالات الثلاث أحسن تلخيص، فقال "وهو يسمى المخالفة بالقلب": "اجتماع الأمثال مكروه، ولذلك يفر منه إلى القلب أو الحذف أو الفصل، فمن الأول: قالوا في دهدهت الحجر: دهديت، قلبوا الهاء الأخيرة ياء، كراهة اجتماع الأمثال. وكذلك قولهم في: حاحا زيد: حيحا زيد، قلبوا الألف ياء لذلك. وقال الخليل: أصل "مهما" الشرطية: ماما، قلبوا الألف الأولى هاء، لاستقباح التكرير ... وكذلك: دينار، وديباج، وقيراط، وديماس، وديوان، أصلها: دِنَّار، ودِبَّاج، ودِوَّان، قلب أحد حرفي التضعيف ياء لذلك. ولَبَّى أصله: لَبَّبَ، قلبت الباء الثانية، التي هي اللام ياء؛ هربا من التضعيف، فصار: لبي، ثم أبدلت الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: لَبَّى.
"ومن الثاني: حذف أحد مثلى ظللت ومسست وأحسست، فقالوا: ظلت، ومست، وأحست. وحذف إحدى الياءين من: سيّد، وميّت، وهيّن، وليّن. وقيل: وهو مقيس على الأصح. وقال ابن مالك: يحفظ ولا يقاس عليه ...
"ومن ذلك "الثالث" قال ابن عصفور: لم تدخل النون الخفيفة على الفعل، الذي اتصل به ضمير جمع المؤنث؛ لأنه يؤدي إلى اجتماع المثلين، وهو ثقيل فرفضوه لذلك، ولم يمكنهم الفصل بينهما بالألف، فيقولون: هل تضربنانْ؟ لأن الألف إذا كان بعدها ساكن غير مشدد حذفت، فيلزم أن يقال: هل تضربنَنْ؟ فتعود إلى مثل ما فررت منه، فلذلك عدلوا عن إلحاق الخفيفة، وألحقوا الشديدة، وفصلوا بينهما وبين نون الضمير بالألف، كراهية اجتماع الأمثال، فقالوا: هل تضربنانِّ؟ "١.
_________
١ الأشباه والنظائر ١/ ١٨.
1 / 56