وقد تأخر مجيئه حتى يكمل شر اليهود بقتلهم التابعين لعيسى، بل (وكذلك) الكافرين وغيرهم، من الذين غلوا بعيسى عليه السلام، حتى إنهم تجاوزوا به حده (وجعلوه) إلها، فلما جاء صلى الله عليه وسلم، بعد سيدنا عيسى عليه السلام كان الله تعالى معه معاضدا ومساعدا، لكونه له رسولا ونذيرا، لأنهعليه السلام أهلك الأرديا {الذين أشار عنهم عيسى} ، وأما سيدنا عيسى فما جاء مرة أخرى حتى يستدل عليه به، ولا غيره أتى بعده وأهلك الأرديا، الذين أشار عنهم هو، و"دفع الكرم"، أي: الشريعة، إلى خلافهم، (وإنما) الذي جاء وأهلك الأرديا هو نبينا الكامل صلى الله عليه وسلم * وأن الذين عملوا (مفاسد) من عهد عيسى [وماتوا من العصاة إلى زمان نبينا كثيرون] ، وأما سيدنا عيسى فلم يقصدهم ولا كانوا كالمرسلين1، بل إنه قصد رجلا رب كرم، يدفع الكرم إلى فعلة آخرين،
Page 180