La Mer Abondante qui Rassemble les Doctrines des Savants des Contrées
البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار
Genres
La jurisprudence
Vos recherches récentes apparaîtront ici
La Mer Abondante qui Rassemble les Doctrines des Savants des Contrées
Mahdi Ahmad Ibn Yahya d. 839 AHالبحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار
Genres
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد فإن العلم صار مديدا طوره ، قعيرا غوره .
حيث تشعب كل فن منه فنونا ، وتبجست كل عين فيه عيونا ، حتى أعيت الذاهب في التماس مذاهبه مذاهبه ، والتبس على القايس والغارس قالبه وقالبه .
أسنت بالشوائب موارده ، وكاد يئس عن نقع الغلة به وارده ، ويغلب ديجور الجهل شموسه ، وتقحم في قلوب المهتدين شموسه .
لولا كان في قدماء الأخيار رجال جعلهم الله ورثة أنبيائه ، ومؤدين مكنون أنبائه ، رتعوا في رياض العلوم أحقابا ، وارتاضوا فيها مسرحا ومآبا ، فتدلت لهم أغصان ثمارها ، وتفتحت لهم أكمام أزهارها .
وتصفصفت لهم حوماتها ، وترحبت لصوافيهم عرصاتها ، حتى آبوا منها بطانا ، وفيها فرسانا ، وصاروا على متغلبها كالأمير ، ونهلوا من أنهارها النقاح النمير ، ونصبوا بين عذبها وأجاجها برزخا ، ونصبوا لتسكين ميدانها شمخا ، وأصلتوا صارم البيان لتسليس جامدها .
وأسرحوا سابق الأفكار لتقريب شاردها ، وجعلوا فيها أخوة وأحبية ، وميزوا عن كل فن أجنبيه ، فصار لكل علم وجهة ، وخطة وجهة ، فابتهجت لطالبها المناهج ، وانحاش قنصها للاهج وغير اللاهج .
ثم إنها لما تباينت القرون ، وصدف من عام إلى عام مرذلون ، فعجز الضالع عن عب الضليع ، وانحط الحطائط عن شأو التليع ، وانقطعت عن السكيت الرغبة ، في إدراك سابق الحلبة .
Page 1