============================================================
152 ل ولأنا أجمعنا على أنه إذا قال: لا إله إلا الله إن شاء الله، أو قال: أشهد أن محمدا الرسول الله إن شاء الله، أو قال: آمنت بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر إن شاء الله تعالى يكون كافرا، لأنه شاك في إيمانه، وهذا لأن كل أمر متحقق في الحال أو في الماضي ال من الزمان لا يحسن الاستثناء فيه، أما دخول الجنة بشرط موته على الإيمان، وذلك في الثاني ال من الزمان فجاز الاستثناء فيه.
والجواب عن شبهتهم: إذا كان مؤمنا في الحال لا يصير كافرا ما لم يوجد منه الكفر، كما في علم الله تعالى أنا نموت ولا يقال: إنا في الحال موتى، وكذلك في علم الله أن الساعة آتية ولا يقال بأنها آتية في الحال.
الو كذلك في علم الله تعالى أن الدنيا للفناء والآخرة للبقاء، ولا يقال بأنهما متحققان في الحال.
الا ي دل على صحة ما قلنا ما روي عن النبي أنه قال لحارثة: لاكيف أصبحت؟
قال: أصبحت مؤمنا حقا" ولم ينكر عليه {له ولكن قال: "الكل شيء حقيقة، فما حقيقة ايمانك؟ قال: عزفت (1) نفسي عن الدنيا، أي منعتها، حتى استوى عندي حجرها، لومدرها(2)، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا، وكأني أنظر الى أهل الجنة يتزاورون، وإلى أهل النار يتعاوون فيها. فقال عليه السلام: هذا عبد نور الله قلبه(3) ثم قال: أصبت والزم"(4).
(1) ورد بهامش النسخة (أ) تعليقا ما صورته: "عزفت عن الشيء عزوفا انصرفت". وفي (د): "أي صرفتها وأبعدتها" لاشرح التعرف".
(2) ورد في (7): وفي نسخة وذهبها.
(3) ورد في (1): وفي رواية: عبد نور الله الإيمان في قلبه، فهذا الكاشف في الإيمان شهودا لما آمن به.
(4) أخرجه البزار في "المسند" (13: 333) من حديث أنس بن مالك أن النبي لقي رجلأ يقال =
Page inconnue