============================================================
الوهذا باطل، لأن المعدوم ليس بشيء، ولا يقع عليه اسم الشيء، لأن الله تعالى خلق دو الأشياء لا من شيء، [وقالت المعتزلة: خلق الأشياء](1) بقوله: كن فيكوب} (يس: 82/(2).
وعندنا(3) بالصنع لا بالقول، فلو قلنا: إنه معرفة الشيء على ما هو به، يؤدي إلى
قدم الأعيان مع الله تعالى، وذلك مذهب الدهرية الكفرة الفجرة؛ لأن عندهم العالم
قديم، والله تعالى عالمة بعلمه، والعلم من صفاته الأزلية، بخلاف ما قالت المعتزلة: إن ذاته علمه، والله تعالى عالمة بذاته على ما ذكرنا.
وعندنا هو عالم بعلمه، والعلم من صفاته الأزلية، علم ما يكون قبل أن يكون، ال و ما لا يكون أن لو كان كيف يكون، قد سبق علمه الأشياء قبل كونها قال الله تعالى: قل لا يعله من فى السموات والأرض الغيب إلا الله) [النمل: 65.].
وقالت [المعتزلة و](4) الرافضة والقدرية: إنه لا يعلم الشيء ما لم يخلقه ويوجده، (1) ما بين المعقوفتين زيادة من (د) و(ه).
(2) ورد بالنسخة (و) تعليق صورته: لويقال: سبب نزول هذه الآية أن بعضهم سألوا النبي عليه السلام: هل رأيت خلقا من غير أب؟ فنزلت هذه الآية إذا قضي أمر فإنما يقول له كن فيكون} [مريم: 35] كما كان عيسى بن مريم خلقه الله تعالى من غير أب فإن قيل: قوله * كن} هذا خطاب للموجود أم للمعدوم؟ فإن قال: للمعدوم، قيل له: كيف يصح الخطاب للمعدوم وكيف يصح الإشارة بقوله: {كن؟ فإن قال: الخطاب للموجود، قيل: أيؤمر الشيء الكائن بالكون؟!
ال والجواب عن هذه من وجهين: أحدهما: أن الأشياء كلها كانت موجودة في علم الله تعالى قبل كونها، وكان الخطاب للموجود في علمه، وجواب آخر: أن معناه إذا قضى أمرا فإنما يقول له.) ال يعني: كناية عن سرعة الوجود أو على خفة الوجود إذا أراد أن يخلق خلقا يوجده، والقول له: كن فيكون} على وجه المجاز". نقل من "أبي الليث" رحمه الله.
(3) أي الماتريدية رضي الله عنهم.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من (ز).
Page inconnue