============================================================
وقال أهل ألسنة والجماعة : صاروا أنبياء بعد ذلك، وإبليس صار كافرا بترك السجدة، [بل صار كافرا بأن لم ير الله تعالى حكيما فيما أمر](1)، ولأن عندهم الكفار ابورون علي الكفر والمعصية وهم معذبون، والمؤمنون مجبورون على الطاعة والإيمان.
وإنا نقول: العبد مخية مستطيع(2) على الطاعة والمعصية، وليس بمجبور، والتوفيق الاو الخذلان من الله تعالى، وتقدير الخير والشر من الله تعالى، والمسألة بتمامها مسطورة في آخر الكتاب.
الا يدل عليه قوله تعالى: { ء امنوا بألله ورسوله} [الحديد: 7] فلو كانوا مؤمنين لم و4 الاي أمرهم ولم يخطابهم بالايمان، ويدل عليه قوله عليه السلام: "أمرت أن أقاتل الناس (3)* حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الاوحسابهم على الله تعالى(4)"(5) والمؤمن لا يقاتل.
فإن قيل: إذا كانت الاستطاعة (6) من الله تعالى إلى العبد وقت الفعل مقارنا للفعل (1) ما بين المعقوفتين ساقط من (أ).
(2) في (د) و(ه): مستطاع.
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "كالحدود والقصاص".
(4) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "فيما يسرون ولم يظهر لنا، وفيما بينهم وبين الله تعالى".
(5) أخرجه الإمام أبو داود في "سننه" (3: 352)، والترمذي في "سننه" (3: 351)، والإمام ابن حان في لصحيحه" برقم 174، والإمام أحمد في "المسند" (314:2)، من حديث أبي هريرة رضي الله.
(2) الاستطاعة عند الماتريدية نوعان: -سلامة الأسباب والآلآت والأعضاء وصحة الجوارح وهي المعنية بقوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا} ([آل عمران: 97] فقيل: هي الزاد والراحلة. وصحة التكليف تعتمد على هذه الاستطاعة.
Page inconnue