قال: وكانت لهم قلعة مرتفعة فيها الأبنية المحكمة تسمى قلعة عمارية، فلما قصد إليها السلطان وعساكره وبواتره ومدافعه ومكاحله بقى السلطان ردا للعساكر قدر مسافة ثلاثة أيام، وتقدمت عساكره لقتال الفرنج الطغام، فاحاطوا بها جميع جهاتها وقتلوا من حولها، واحتفروا تحتها سراديب، وشحنوها[93/ب] من البارود كثيرا مما يحملها، ثم جعلوا فيه النار، فاحتملت القلعة بمن فهيا وقلبتهم من أعاليها، ودخلوها بالسيف قتلوا من بقى فيها، وأمر بخراب ما بقى منها، فخربوها جميعا، وعاد السلطان إلى محله وتخت مملكته بالروم إلى اسطنبول ، وجعل في حدود تلك البلاد التي استفتحها سبعة من الباشات أمرهم بحفظ تلك الأطراف، وأنهم يلحقون من بقي من الفرنج إلى باب اسكندر ، ومهد البلاد وكسر شوكة الفرنج الكفرة بالسيف الباتر الحاد، وعباد الصليب والإلحاد. وكان رجوعه وعوده في شهر رجب من السنة الماضية، وهو الآن غير مشغول بشيء من الحروب في تلك الجهات النائية، وذكر المذكور أنه[94/أ] ربما كان بلغكم تجهيزه إلى اليمن العام الأول، وإنما شغله هذا الحادث من الخلاف من الفرنج، فالله أعلم ما يكون من الأمر في المستقبل.
Page 413