قال البرادي(_( ) أبو الفضل أبو القاسم بن ابراهيم البرادي من علماء الإباضية في الشمال الأفريقي عاش في النصف الأول من القرن التاسع فنشأ في جبل دمر في الجنوب التونسي ثم رحل إلى جبل نفوسة موقع إباضية ليبيا حيث درس على يد العلامة الكبير عامر بن على الشماخي مؤلف "الإيضاح" في الفقه ثم عاد فنهل من مدرسة الشيخ يعيش بن موسى الزواغي في جزيرة جربة مكان إباضية تونس وبعدها تولى التدريس في نفس المدرسة واستقر هناك حيث شارك في عضوية مجلس العزابة من مؤلفاته "الجواهر المنتقاة" طباعة حجرية (غير متوفر) وهو ذيل لطبقات العلامة الدرجيني و "رسالة الحقائق" طبع في الجزائر و"شفاء الحائم شرح لكتاب الدعائم" مخطوط و"شرح العدل والإنصاف للورجلاني" في أصول الفقه لم يتمه وغيرها. ("السير" للشماخي 2/210)._): "الخلاف في هذا بين الأمة كثير وبين الإباضية أشد والمشهور عند أكثر أصحابنا هذا، ومنهم من يزيد الإيمان بالقدر خيره وشره وأنه من الله تعالى، ويزيد بعضهم تحريم دماء المسلمين ويوجب الإيمان به في العقيدة، ومن أصحابنا أيضا من اقتصر على التلفظ بالشهادة بثلاث كلمات والإعتقاد لها لا غير: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وما جاء به حق) وهي طريقة الإمام عبدالرحمن بن رستم(_( ) الإمام عبدالرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى الملك الفارسي فارسي الأصل، ومؤسس الدولة الرستمية كانت نشأته بأرض القيروان في الشمال الأفريقي؛ وسبب وصوله هناك أن والده رستم بن بهرام قدم مكة حاجا بزوجته وابنه عبدالرحمن فتوفي في الطريق ثم تزوجت والدته رجلا من القيروان فحملها وابنها إلى بلاده. والإمام عبدالرحمن أحد تلاميذ الإمام الكبير أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة الشيخ الثاني للإباضية حيث رحل للبصرة وبقي ملازما له مع رفاقه الأربعة لمدة لا تقل عن خمس سنين ..
Page 149