ألا ترى: أنالغرض في استخراج هذا القياس إنما هو أن يتكلم غير العربي الفصيح
بلزومه إياه، واستعماله له كما يتكلم العربي الفصيح، فإذا أدى إلى خلاف كلام
العرب كان فاسدا، وخلاف ما قصد به له، ألا ترى: أنه لما استت ب في كلامهم
ارتفا ع الاسم في إسنادهم الفعل إليه مقدما، قلنا: الفاعل رفع، ولو لم يتق دم
1) هو كتاب (الغلط))
114 المسائل المشكلة
استعمالهم له كذلك، ثمد وناه أو علمناه لم ننتفع ذا القول، ولم يكن له وجه، ولا
فيه فائدة، فعلى هذا وض ع هذه القياسات، ثم إن شذبع د ع ما عليه الكثرة وجار
عليه الجمهرة والجملة شيء، أخبر به، ونبه عليه، وأ علم أنحكمه أن يحفظ، ولا
يحمل على ما عليه الأكثر لمخالفته في السمع ما عليه الأشيع، فيكون القياس حينئذ
بذلك موصولا إلى النطق كما نطق، أهل اللغة، هذا فيما استمر استعماله واطرد استماعه
فأما إذا لم يسمع الشيء إلاعلى بنية، ولم يحفظ إلا على هيئة، فلا معدل عنه
إلى ما سواه، ولا مجاوزة فيه إلى ما عداه مما لم يسمع منهم ولم نحفظ عنهم، فعلى
هذا يجري القياس النحوي وحكمه
ثم نرجع إلى المسألة فنقول:
(/)
________________________________________
إنموضع (أن) في: أما أنت منطلقا، ونحوه نص ب بالفعل الذي ذكرنا، و(ما)
هذه هي الزائدة، وليست (أما) هذه بجزاء، قال سيبويه: سألته -يعني الخليل- عن
قوله: أما أنت منطلقا أنطلق معك، فرف ع، وهو قول أبي عمرو، وحدثنا به يونس،
يريد أنه رفع (أنطل ق)، ولم يجزمه على أنه جزاء
وحكى أبو عمر الجرمي عن الأصمعي فيما أظن اازاة ب(أما) المفتوحة
الهمزة، وزعم أنه لم يحكه غيره، وهذا الذي حكاه أبو عمر تقوية للبيت الذي
ذكرناه وهو:
Page inconnue