Badr Munir
البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير
Genres
فصل في تفاضيل الصفات في حق المخلوقين أفضلها العقل مع الإيمان، ثم العلم، ثم الكرم، ثم الشجاعة، ثم التوكل على الله تعالى أفضلها العقل مع الإيمان لقوله تعالى [ ]{صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة}(1) أي: صبغة الله تعالى بالإيمان والعقل لأنه أصل في وجوب الواجبات واجتناب المقبحات وذلك فعله وامتثاله هو التقوى، والتقوى أشرف خصال المخلوق [15أ] وقد جعل الله تعالى العقل أصل في التقوى فقال تعالى:[ ] {فاتقوني يا أولي الألباب}(2) ثم العلم لأنه لا يقبل عمل ولا يصح إسلام ولا إيمان مع فقده جميعا وذلك الإسلام، والإيمان هو خشية الله تعالى، فلا يصح مع فقد جميع العلم لقوله تعالى: [ ] {إنما يخشى الله من عباده العلماء}(3) والشجاعة في جهاد أعداء الله تعالى لقوله تعالى:[ ] {إن الله يحب الذي يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}(4) والتوكل على الله لقوله تعالى:[ ] {فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}(5) والكرم بالواجب وباجتناب القبح وما زاد على ذلك لقوله تعالى: [ ] {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}(6) وصفات الله تعالى لا توصف بتغاير لأنها ذاته -تعالى- بخلاف المخلوقين فإنها معاني .
Page 62