Badr Munir
البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير
Genres
فصل [حقيقة علم الله تعالى] علم الله تعالى ليس بأمر زائد على ذاته تعالى بل هو تعالى عالم بذاته لا بأمر زائد وذاته تعالى لا تحد إلا بكونها ليست بجسم ولا عرض وإذا لم تحد الذات والعلم ليس زائدا لم يصح أن يحد علمه تعالى لأن حده يؤدي إلى تحديد الذات إذ علمه تعالى ذاته، وكذلك لا تحد قدرته تعالى ولا حياته تعالى ولا شيء من صفات ذاته إلا بكونها ليست بأعراض لأن صفاته تعالى ذاته بل يقال هو تعالى عالم لا بعلم هو غيره حي لا بحياة هي غيره ولا بروح لأن الروح شيء لطيف خلقه الله تعالى في الأجسام وجعله مخالطا لها وحاملا في جميع أعضائها تكون الأجسام حياة حساسة مستطيعة للأفعال والأقوال أو أحدهما ما بقيت تلك الروح حالة فيها وإذا نزعها الله تعالى من الأجسام ماتت الأجسام وصارت جمادا والروح فهو شيء مخلوق لا يعلم صورته وكيفيته إلا الله تعالى قد حجب تعالى علم صورته وكيفيته عن جميع خلقه تعالى فقال تعالى في ذلك:[ ] {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}(1) قادر لا بمعنى هو عرض بل بذاته تعالى من غير زيادة وأيضا فإن معلومات الله تعالى غير محدودة في الشاهد وقد قال تعالى: [ ] {ويخلق ما لا تعلمون}(2)
فصل
لا موجود [14ب] ولا ثابت أزليا قبل المخلوقين بغير حد إلا الله تعالى.
قالت المعتزلة: بل الأشياء ثابتة في الأزل لأجل تعلق علم الله تعالى بها غير موجودة لئلا يجعلوا مع الله ثانيا.
Page 59