Badr Munir
البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير
Genres
ولا يخرج الإمام أو غيره من أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كونه ظالما جائرا معزولا عند الله إلا بالتأسي برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جميع أقواله وأفعاله وأحواله إلا ما خصه دليل صحيح لقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}(1) فكما أن رجوى الله ورجوى اليوم الآخر التصديق به وهو يوم القيامة، {وذكر الله كثيرا} وهو تعظيمه تعالى وتنزيهه بالقلب واللسان اعتقادا وإقرارا واجب، فكذلك التأسي برسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جميع الأقوال والأفعال ما علم من ذلك أو ظن برواية الآحاد العدول، ويجب أن يعلم ذلك كل مكلف من أمته صلى الله عليه وآله وسلم [41ب] ليحسن التأسي به، ومن ذلك أنه لا يجوز للمسلمين ولا لعلمائهم أن يقوموا إماما يعلمون أن غيره موجود في زمنه تمكن الوصول إليه أعلم منه وأفضل وأورع وأصلح للمسلمين ممن قوموه إماما، ومن ذلك أنه لا يجوز للإمام ولا لهم أيضا أن يولوا على رقاب المسلمين لقبض الحقوق وإقامة الحدود والقضاء والجمع رجلا يعلمون أن غيره في الظاهر أعلم وأورع وأصلح وأفضل وأزهد منه، وذلك كله لما قدمنا من الاستدلال بالآية ولقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((أيما رجل ولي من أمور المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا هو يعلم أن فيهم خيرا منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين))(2) .
Page 201