Badr Munir
البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير
Genres
قيل له: هي المعجزات التي أتوا بها والآيات التي أظهروها التي لا ينالها مخلوق ولا تكون إلا من الخالق، ومعجزات كل واحد منهم معروفة عند أهل العلم، فالجواب في هذا من المسلم للذمي بهذا المتقدم، فيقال له: إن كانت معجزة موسى وعيسى أثبتت نبوتهما على أممهما فقد أثبتت نبوة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- معجزاته على جميع الخلق وإن لم تكن معجزاتهما أثبتت نبوتهما عندك، فأخبرنا بما ثبتت نبوتهما ما هو غير ذلك حتى نأتيك في محمد صلى الله عليه وآله وسلم بحجج تقطعك وتقمعك فلا نجد بدا -إن شاء الله- أن نقول إن المعجزات من الآيات هن اللواتي يثبتن ويصححن النبوة ويقمن لله ولرسوله الحجة على الأمة؛ فإذا أقر بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لثبات الحجة عليه ووضوحها لديه ولزومها له إذ أقر بها يثبت نبوة نبيه ومكابرته فيها، وقوله بالدفع لها يبطل قوله في نبيه، قيل له: اتق الله وأجب محمد داعيا إلى الله ورسوله إليك وإلينا.
فإن قال: قد أتيتم علي من الحجة عالم أقدر أن أدفعه في إثبات نبوته إلا أن أدفع نبوة نبيي فقد أقررت لكم بنبوته حين اضطررت إلى ذلك فهو نبيكم ورسولكم وليس إلينا برسول.
قيل له: بل هو رسول إليك وإلى آبائك من قبل بإقرارك لا بإنكارك، فقد أقررت ولزمك من حيث ثبتت عليك [30أ] الحجة في الإقرار بنبوته، وإن كنت لم تعقل ذلك ولم تفهمه ولم يحط به عقلك فتعلمه.
Page 141