155

Le Sublime dans le Sublime

البديع في البديع

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤١٠هـ

Année de publication

١٩٩٠م

وتحسب بالفجر تعشيره ... تغرد أهوج في منتشينا١ وقال الأعشى "من الطويل": وعريت من ملك وخير جمعته ... كما عريت مما تمر المغازل٢ وقال أبو دؤاد٣ في الفرس "من الكامل": يمشي كمشي نعامتـ ... ـين تتابعان أشق شاخص٤ ومن تشبيهات عنترة بن شداد٥ العبسي "من الكامل": جادت عليه كل بكرٍ حرةٍ ... فتركن كل قرارةٍ كالدرهمِ٦ وفي الذباب "من الكامل": هزجًا يحك ذراعه بذراعه ... قدح المكب على الزناد الأجذم٧

١ الجري: المشي السريع، ولعله جريًا بكسر الجيم جمع جرو وهو الصغير من كل شيء. والجروة: الناقة الصغيرة. والقرع: مصدر قرع الباب ونحوه. والقليب: البئر التي لم تطو. التعشير: صوت الأتان والناقة، والتغرد: التغريد. الأهوج: الأحمق أو السكران، المنتشي: من انتشى أي سكر. ٢ عري من ثيابه وعراه بالتشديد، وفرس عري أي: ليس عليه سرج، تمر: تحكم الفتل، يقول: ذهب عنك ما جمعته من مال وبنيته من مجد كما يذهب الفتل عن المغازل وتبقى عارية عنه. ٣ أبو دؤاد الإيادي شاعر جاهلي مشهور، وأحد نعات الخيل المجيدين، والعرب لا تروي شعره ولا شعر عدي بن زيد؛ لأن ألفاظهما ليست بنجدية، وكان الحطيئة ينوه به. ٤ النعامة: معروفة، تبعه: مشى خلفه أو مر به، ومن المادة: تابعه، إذا سار يريد اللحاق به شخص بصره فهو شاخص إذا فتح عينيه وجعل لا تطرف، الأشق من الخيل: ما يشتق في عدوه يمينًا وشمالًا. ٥ سبق أن سمي والده معاوية. ٦ سبق شرحه. ٧ هزجًا: أي مصونًا. المكب: المقبل على الشيء. الأجذم: الناقص. يقول الشاعر: إن الذباب قد خلت بهذه الروضة فهي تغرد فيها فعل الشارب الثمل وتحك إحدى ذارعيها بالأخرى مثل رجل ناقص اليد قد أقبل على قدح النار. ويعد النقاد -وفي طليعتهم الجاحظ- هذا البيت من الأبيات الفذة التي لم يسبق أحد إلى معناها.

1 / 169