148

Le Sublime dans le Sublime

البديع في البديع

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤١٠هـ

Année de publication

١٩٩٠م

١٠- الإفراط في الصفة ١: ومنها الإفراط في الصفة، فمن ملح٢ في هذا المعنى إبراهيم بن العباس الصولى في قوله "من المديد": يا أخا لم أرَ في الناس خلا ... مثله أسرع هجرًا ووصلا كنت لى فى صدر يومى صديقًا ... فعلى عهدك أمسيت أم لا؟ وقال أبو نواس "من الكامل": ملك أغر إذا احتبى بنجاده ... غمر الجماجم والسماط قيام٣ ثم أسرف الخثعمي٤ حتى خرج عن حد الإنسان فقال "من الكامل": يدلي يديه إلى القليب فيستقى ... في سرجه بدل الرشاء المكرب٥ وقال آخر يهجو رجلًا "من السريع":

١ هو عند أبي هلال باب الغلو "راجع ٣٤٨-٣٥٦ صناعتين"، وعرفه بأنه تجاوز حد المعنى والارتفاع فيه إلى غاية لا يكاد يبلغها، وكذلك فعل ابن رشيق ٥٧/ ٢ العمدة. وسبقهما إلى ذلك قدامة "٣٧ نقد الشعر"، وأبو هلال يذكر المبالغة كنوع آخر من أنواع البديع غير اللغو "٣٥٦-٣٩٩ صناعتين". ٢ ملح الشيء: حسن، وهي في الأصل ملح بتشديد اللام، ولعلها بمعنى أتى بالمليح الحسن. ٣ أغر: أي شريف أو كريم، الاحتباء: ضم الرجل ظهره وساقيه بثوب ونحوه. والنجاد: حمائل السيف. غمرهم: أي علاهم. الجماجم: جمع جمجمة؛ وهي عظم الرأس المشتمل على الدماغ. السماط من النخل والناس: الجانب، ويقال: مشى بين السماطين أي: بين جانبي الحفل. والمعنى: أنه -أي الخليفة المهدي الممدوح- عظيم كريم، إذا جلس محتبيًا بحمائل سيفه علا الرجال الوقوف في جانبي السماط. ٤ شاعر عباسي عاصر أبا تمام والبحتري. ٥ رواية الصناعتين: المحصد بدل المكرب، أدلى الدلو: أرسلها في البئر. القليب: البئر قبل أن تُطوى أي: تبنى بالحجارة ونحوها. الرشاء: الحبل. الكرب: الحبل يشد في وسط الدلو لِيَلِيَ الماء. والمكرب من المفاصل: الممتلئ عصبًا والشديد.

1 / 162