250

Le Badi' dans la science arabe

البديع في علم العربية

Enquêteur

د. فتحي أحمد علي الدين

Maison d'édition

جامعة أم القرى

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ

Lieu d'édition

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Genres

ضربته، كأنّك قلت: ضربت زيدا ضربته، ومثله قوله تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ (١)، بالرّفع (٢) والنصب (٣)، وقريب منه قوله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤)، لأنّك إذا نصبت" القمر" لم تجد للنّصب فائدة لا توجد فى الرّفع وإذا نصبت/ كلا اشتمل الخلق على جميع (٥) الأشياء، كأنه قال:
خلقنا كلّ شئ بقدر، وفى حال الرّفع لا يتمحّض (٥) للعموم.
وهذا الضّمير الّذى فى أمثال هذا الخبر على ثلاثة أضرب:
الأوّل: أن يكون الفعل متعدّيا إلى ضمير الاسم المنصوب، ويكون من جنس الأوّل فى العمل، كقولك: زيدا أكرمته،
ألا تراه تعدّى إلى ضمير زيد، وهو مثل المضمر فى العمل.
الثّانى: أن يكون الفعل المظهر متعدّيا إلى ما هو من سبب الاسم المنصوب بفعل مضمر، كقولك: زيدا ضربت أخاه، وهذا يتنزّل منزلة الأوّل فى إضمار فعل ينصب الاسم ويدلّ عليه المظهر؛ من حيث التبس بما هو من سببه حتّى لو قلت: زيدا ضربت عمرا، لم يجز حتى تقول: فى داره أو نحو ذلك.
الثّالث: أن يكون الفعل الظاهر من جنس المضمر فى العمل، كقولك:
زيدا مررت به، فالفعل المضمر ناصب، والمظهر متعدّ بحرف الجرّ، لكنّه لمّا كان فى موضع نصب قدّر المضمر فعلا بمعنى المظهر، وهو: جزت زيدا مررت به، أو ما أشبه ذلك.
فإن عطفت هذا الاسم المختار فيه الرّفع على جملة فعليّة، اختير فيه

(١) - ٣٩ / يس.
(٢) - وبه قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وروح، ووافقهم الحسن واليزيدىّ.
(٣) - وبه قرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائىّ. انظر: السبعة ٥٤٠ والكشف عن وجوه القراءات السبع ٢/ ٢١٦، والنشر ٢/ ٣٥٣.
(٤) - ٤٩ / القمر.
(٥) - فصّل القول فى ذلك مكىّ بن أبى طالب فى مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١.

1 / 89