173

Les merveilles

البدائع

Genres

عمدت إلى همي أحمله شعري

وقد بقي شعر كثير قلته في تكريم أساتذتي والتودد إلى أصدقائي وزملائي، ولكن الحوادث لعبت به كما تلعب العواصف بالأزهار.

وكم وددت لو استطعت نشر ما يمثل الوفاء في نفس لم توصم يوما بنسيان الجميل، ولكن ما الحيلة وقد تغير رأيي في بعض شعري وعبثت الليالي ببعضه؟ فمعذرة إلى كل من يحسب من أساتذتي وأصدقائي وزملائي أني أغفلته عمدا في هذا الكتاب.

ومن يدري؟ لعلي منسي من جميع هؤلاء.

الأزهر الشريف

في نهاية السكة الجديدة، من الناحية الشرقية على يمين السائر، حارة ضيقة توصل إلى مسجد جامع عتيق، هو الأزهر الشريف.

لا خلاف بيني وبين أهل مصر، في أن هذا هو الأزهر، فقد زاره بعضهم لطلب العلم، وزاره آخرون ابتغاء الاستطلاع، ومن لم يره منهم لا يجهل أنه في هذا الموضع وعلى تلك الحال.

ولكني على يقين من أن الأجانب في شك منه، فإنهم يسمعون في بلادهم، أن الأزهر أكبر الجامعات الشرقية، ومن أعظم المساجد الجامعة الإسلامية، وأنه إن لم يكن أجمل مكان في الشرق، فهو جدير بعناية الأمراء، ورعاية العظماء فلا بد أن يكون قريبا من جامعات برلين ومدارس مونبلييه، وما إلى ذلك من تلك المعاهد، التي ورثت عن منشئيه العلم، وتلقت عن مبدعيه البيان.

لا يهمني أصدق الأوروبيون أن هذا هو الأزهر، إيمانا بإغفالنا له وانصرافنا عنه، أم حسبوه مكانا غير هذا المكان، ولو في سماء الخيال، ظنا منهم أن المصريين أكرم من أن يهملوا مسجدا جامعا مثل هذا المسجد الجامع، وأجل من أن يغفلوا معهدا كهذا المعهد .

نعم لا يهمني ذلك ؛ لأني لا أشك في أن هذا هو الأزهر، الذي نفتخر به، ونغضب له - وإن كنا عنه معرضين.

Page inconnue