Les Merveilles et les Curiosités
البدائع والطرائف
Genres
قل: إن إرم ذات العماد مدينة حقيقية كائنة بكيان الجبال والغابات والبحار والصحاري، وقل: إن آمنة العلوية قد وصلت إليها بعد أن قطعت البادية الخالية وقاست ألم الجوع وحرقة العطش وكآبة الوحدة وهول الانفراد، وقل: إن جبابرة الدهور قد بنوا إرم ذات العماد مما تبلور وتجوهر من عناصر الوجود، ولم يحجبوها عن الناس، ولكن الناس حجبوا نفوسهم عنها، فمن يضل الوصول إليها فليشك دليله وحاديه بدلا من مصاعب الطريق وحراجتها، وقل للناس: إن من لا يشعل سراجه لا يرى في الظلام سوى الظلام. (ترفع وجهها نحو العلاء وتغمض عينيها، ويظهر على ملامحها نقاب من العطف والحلاوة).
نجيب (يدنو منها منحني الرأس ويظل صامتا هنيهة ثم يقبل يدها هامسا) :
ها قد بلغت الشمس الغروب، وعلي أن أعود إلى مساكن الناس قبل أن يكتنف الظلام الطريق.
العلوية :
سر في النور وسر بأمان الله.
نجيب :
سأسير في نور المشعل الذي وضعته في يدي، يا سيدتي.
العلوية :
سر بنور الحق الذي لا تطفئه الأهوية. (تنظر إليه نظرة طويلة مفعمة بشعاع الأمومة، ثم تتحول عنه وتمشي بين الأشجار حتى تنحجب عن عينيه).
زين العابدين (يقترب من نجيب) :
Page inconnue