Merveilles de l'imagination
بدائع الخيال
Genres
وما أمسكت كفاي ثني عنان
ولا كان لي دار ولا ربع منزل
وما مسني من ذاك روع جنان
تذكرت أني هالك وابن هالك
فهانت علي الأرض والثقلان
إلا أنهما وإن زهدا في كل لذات الحياة، فقد رغبا في العلم والتأليف اللذين قد ملكاهما، واستأثرا بهما، ولا شك أن ذلك كلفهما معاشرة الناس ومجاملتهم إلى حد معلوم؛ فإن أبا العلاء كان مضطرا إلى عشرة الناس؛ لاحتياجه إلى من يقرأ له، ويكتب عنه، ولذلك لم يكد يستقر في المعرة حتى اشتغل بالتعليم؛ فالتف حوله الطلاب من جميع الأطراف، كذلك كان تولستوي مضطرا لمجاملة زواره العديدين الذين كانوا يقصدونه من أقاصي البلاد يلتمسون الاستفادة من فلسفته وآرائه.
وصف الرحالة ناصري خسرو أبا العلاء المعري بقوله: «ويحكمها (أي المعرة) رجل ضرير يعرف بأبي العلاء عظيم الثروة، يملك عددا ضخما من العبيد، وكان سكان المدينة كافة خدمه، أما هو فيحيا حياة خشنة، يلبس غليظ الصوف، ولا يغادر بيته، ولا يأكل إلا الشعير، وسمعت الناس يتحدثون بأن بابه لا يغلق وأن نوابه يعملون في تدبير المدينة، ولا يلجئون إليه إلا في مهام الأمور إلخ.» ولو صح هذا الوصف - وهو ما أثبت احتماله العلامة طه حسين في كتاب (ذكرى أبي العلاء) صحيفة 230 بقوله: «فمن الظلم للتاريخ أن نمر بهذا الخبر من غير أن نثبت هذا الاحتمال.» - لكان مشابها للمعيشة التي كان يعيشها الفيلسوف تولستوي في قريته بين فلاحيه ومريديه.
1
كان تولستوي يرى أن نظام الاجتماع فاسد يحتاج إلى إصلاح، وأن فساده ناجم عن الرئاسات الدينية والسياسية، كذلك كان يرى أبو العلاء وصرح بهذا الرأي غير مرة في اللزوميات وسقط الزند؛ فمن ذلك قوله:
ساس الأنام شياطين مسلطة
Page inconnue