Badāʼiʻ al-silk fī ṭabāʼiʻ al-mulk

Ibn al-Azraq d. 896 AH
88

Badāʼiʻ al-silk fī ṭabāʼiʻ al-mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Chercheur

علي سامي النشار

Maison d'édition

وزارة الإعلام

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1398 AH

Lieu d'édition

العراق

الأندلس دَاعيا بدعمه إِلَى الْحق وَسمي أَصْحَابه بالمرابطين فاستتب لَهُ الْأَمر قَلِيلا لشغل لمتونة بِمَا دهمهم من أَمر الْمُوَحِّدين لأوّل اسْتِيلَاء الْمُوَحِّدين على الْمغرب ثمَّ بَادر بِالدُّخُولِ إِلَى دعوتهم وَكَانَ أول دَاعِيَة لَهُم بالأندلس لفقد العصبية الحامية عَن المطالب قلت وَمن هَذَا الصِّنْف الرجل الْمَعْرُوف بِيُوسُف المدجن الْقَائِم بدعوته أهل ربض البيازين صدر هَذِه الْمِائَة التَّاسِعَة توهما مِنْهُم أَنه يُقيم دَعْوَة حق ويحي رسم الدّين فَقتل لأمد قريب من ظُهُور فتْنَة وَمضى لسبيله وأمثالهم من الغافلين عَن اعْتِبَار العصبية فِي مثل مَا طمع فِيهِ كثير قَالَ وَمَا إِن كَانَ ملبسا فأحرى أَن لَا يتم لَهُ أَمر وَأَن يبوء بإثمه وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمين الصِّنْف الثَّانِي القائمون بتغيير الْمُنكر على أُمَرَاء الْجور من الْفُقَهَاء والمتعبدين اغْتِرَارًا بِمن تَبِعَهُمْ من الغوغاء والدهماء فيهلكون فِي سَبِيل ذَلِك مأزورين غير مَأْجُورِينَ لِأَن الْأَمر بِهِ مَشْرُوط بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ وَالْملك الراسخ الْبناء لَا يهدمه إِلَّا الْمُطَالبَة بالعصبية الْغَالِبَة كَمَا سلف قَالَ فَاعْتبر حَال الْأَنْبِيَاء ﵈ فِي الدُّعَاء إِلَى الله تَعَالَى

1 / 120