29

Badāʼiʻ al-silk fī ṭabāʼiʻ al-mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Chercheur

علي سامي النشار

Maison d'édition

وزارة الإعلام

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1398 AH

Lieu d'édition

العراق

الثَّالِث تَسْلِيم الشّرف بِهِ قَدِيما وحديثا فَمن كتاب الأغاني فِي أَخْبَار عريف الغواني أَن كسْرَى قَالَ للنعمان هَل فِي الْعَرَب قَبيلَة تشرف على قَبيلَة قَالَ نعم قَالَ بِأَيّ شَيْء قَالَ من كَانَ لَهُ ثَلَاثَة آبَاء مُتَوَالِيَة رؤوسا ثمَّ اتَّصل ذَلِك بِكَمَال الرَّابِع فالبيت من قَبيلَة وَتَمام الْخَبَر مَذْكُور حَيْثُ أُشير إِلَيْهِ السَّابِقَة الرَّابِعَة عشرَة إِن المم الوحشية أقدر على التغلب لِأَن الشجَاعَة لما تمكنت فيهم لسَبَب البداوة وكما تقدم فهم لذَلِك أقدر على التغلب وَأقوى على انتزاع مَا بأيدي سواهُم وَحِينَئِذٍ فَمن كَانَ مِنْهُم اعرق فِي البداوة وأرسخ فِي خلق التوحش فَهُوَ غلى ذَلِك أقرب ومرامه علية أيسر زمن نزل مِنْهُم الرياف وَألف عوائد خصبها نقص من شجاعته بِقدر مَا بعد عَن توحشه اعْتِبَار بالخليفة قَالَ ابْن خلدون وأعتبر ذَلِك فِي الْحَيَوَانَات الْعَجم بدواجن الظباء وحمر الْوَحْش وبقرة إِذا زَالَ توحشها بمخالطة الْآدَمِيّ واخصب عيشها اخْتلف حَالهَا فِي الانتهاض االشدة فِي مشيها وَحسن أديمها وَكَذَا الْآدَمِيّ المتوحش إِذا انس وَألف برهَان وجود قَالَ وَانْظُر فِي ذَلِك شَأْن مُضر مَعَ من قبلهم من حمير وكهلان السَّابِقين للْملك وَالنَّعِيم وَمَعَ ربيعَة المستوطنين أرياف الْعرَاق ونعيمه لما بقيت مُضر فِي بداوتهم وتقديمهم الْآخرُونَ إِلَى خصب الْعَيْش ونضارة النَّعيم كَيفَ أرهفت

1 / 60