186

Badāʼiʻ al-silk fī ṭabāʼiʻ al-mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Enquêteur

علي سامي النشار

Maison d'édition

وزارة الإعلام

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1398 AH

Lieu d'édition

العراق

الْأَمْصَار فِي الْعمرَان يظهربون مَا بَين أَهلهَا فِي ذَلِك القَاضِي مَعَ القَاضِي والتاجر مَعَ التَّاجِر والصانع مَعَ الصَّانِع والسوقي مَعَ السوقي والأمير مَعَ الْأَمِير والشرطي مَعَ الشرطي
تَصْدِيق وَاقع قَالَ ابْن خلدون وَاعْتبر ذَلِك فِي الْمغرب هُنَا بِحَال فاس ون غَيرهَا من أَمْصَار هـ فتجد بَينهمَا بونا كثيرا على الْجُمْلَة وَالْخُصُوص فحال القَاضِي بفاس أوسع من حَال القَاضِي بتلمسان وَكَذَا وَكَذَا كل صنف مَعَ صنفه
وَاعْتبر ذَلِك حَتَّى فِي الْفُقَرَاء وَالسُّؤَال فَلَقَد شاهدتهم بفاس يسْأَلُون أَيَّام الْأَضَاحِي أَثمَان ضحاياهم وَكَثِيرًا من أَحْوَال الترف واقتراح المآكل وعلاج طبخها وَلَو سَأَلَ سَائل مثل هَذَا فِي غَيرهَا لعنف وزجر
قَالَ وبلغنا لهَذَا الْعَهْد عَن أَحْوَالهم بِمصْر مَا يقْضِي مِنْهُ الْعجب حَتَّى أَن كثيرا من فُقَرَاء الْمغرب ينزعون إِلَى النقلَة إِلَيْهَا لما يبلغهم من ذَلِك
شَاهد الْعَكْس حَيْثُ بقل الْعِمَارَة فَفِي الْموضع الأول فطر إفريقية وبرقة مثلا قَالَ لما تناقص عمرانها تلاشت أَحْوَال أَهلهَا وانتهوا إِلَى الْفقر والخصاصة وضعفت جبايتها وَقلت أَحْوَال دولها بعد أَن كَانَت دوَل الشِّيعَة وصنهاجة بهَا على مَا بلغك من الرفه وَكَثْرَة الجباية واتساع الْحَال فِي النَّفَقَة وَالعطَاء
قَالَ وقطر الْمغرب وَإِن كَانَ فِي الْقَدِيم دون إفريقية فَلم يكن بِالْقَلِيلِ فِي ذَلِك لَا سِيمَا فِي دوَل الْمُوَحِّدين وَهُوَ لهَذَا الْعَهْد قد أقصر عَن ذَلِك التَّنَاقُض عمرانيا بعد أَن كَانَ مُتَّصِلا من الْبَحْر الرُّومِي إِلَى بِلَاد السودَان فِي طول مَا بَين السوس الْأَقْصَى وبرقة وَهِي الْيَوْم كلهَا أَو أَكثر قفار أَو صحارى إِلَّا مَا هُوَ بِسيف الْبَحْر أَو مَا يُقَارِبه من التلول وَالله وَارِث

1 / 221