184

Badāʼiʻ al-silk fī ṭabāʼiʻ al-mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Enquêteur

علي سامي النشار

Maison d'édition

وزارة الإعلام

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1398 AH

Lieu d'édition

العراق

الرُّكْن الْخَامِس
تَكْثِير الْعِمَارَة
وَفِيه مقدمتان وَثَلَاثَة مَقَاصِد
الْمُقدمَة الأولى اتّفق الْأَولونَ وَالْآخرُونَ من المتشرعين وعيرهم على اعْتِبَاره فِي مناني الْملك وشروط الِاجْتِمَاع الإنساني
قَالَ ابْن حزم يَأْخُذ السُّلْطَان النَّاس بالعمارة وَكَثْرَة الْغِرَاس ويقطعهم الإقطاعات فِي الأَرْض الْموَات وَيجْعَل لكل أحد ملك مَا عمره ويعنيه على ذَلِك فِيهِ لترخص الأسعار بعيش النَّاس وَالْحَيَوَان ويعظم الْأجر وَيكثر الْأَغْنِيَاء وَمَا تجب فِيهِ الزَّكَاة
قلت وتكرر عَن الْحُكَمَاء الْملك بالجند والجند - بِالْمَالِ وَالْمَال بالعمارة
الْمُقدمَة الثَّانِيَة مُوجب هَذَا الِاعْتِبَار على مَا قرر ابْن خلدون أَن الدولة الْملك للعمران بِمَنْزِلَة الصُّورَة للمادة وَهُوَ الشكل الْحَافِظ لنوعه بِوُجُود وإنفكاك أَحدهمَا عَن الْأُخَر عير مُمكن على مَا تقرر فِي المحكمة فالدولة دون الْعمرَان لَا تتَصَوَّر والعمران دونهَا مُتَعَذر كَمَا تقدم وَحِينَئِذٍ فاحتلال أَحدهمَا مُسْتَلْزم لاختلال الآخر كَمَا أَن عَدمه مُؤثر فِي عَدمه
تَعْرِيف قَالَ والخلل الْعَظِيم إِنَّمَا يكون من هلل الدولة الْكُلية كدولة الْفرس أَو الرّوم أَو الْعَرَب عُمُوما أَو بني أُميَّة أَو بَين الْعَبَّاس كَذَلِك وَأما الشخصية كدولة أنو شرْوَان وهرقل وَعبد الْملك بن مَرْوَان والرشيد فأشخاصها متعاقبة على الْعمرَان حافظة لوُجُود قريبَة الشّبَه بَعْضهَا من

1 / 219