161

Badāʼiʻ al-silk fī ṭabāʼiʻ al-mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Chercheur

علي سامي النشار

Maison d'édition

وزارة الإعلام

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1398 AH

Lieu d'édition

العراق

الرُّكْن الثَّالِث
إعداد الْجند
وَقبل بَيَان مَا يَتَّضِح بِهِ تلخيصه فَهُنَا مقدمتان
الْمُقدمَة الأولى قد سبقت إِشَارَة إِلَى أَن الْجند قد يعز بِهِ عَن العصبية المشترطة فِي حُصُول الْملك وَمَا توقف الْملك عَلَيْهِ فَلَا يخفى موقعه مِنْهُ وَمن ثمَّ قيل قد اتّفق حكماء الْعَرَب والعجم على هَذِه الْكَلِمَة الْملك بِنَاء والجند أساسه فَإِذا قوى الأساس تمّ الْبناء وَإِذا ضعف الأساس انهار الْبناء فَلَا سُلْطَان إِلَّا بجند
وَفِي الشكل الدوري الَّذِي وَضعه أرسطو للإسكندر وَالْملك رَاع يعضده الْجَيْش وَسَيَأْتِي نَقله بتمامة فِي مَوضِع آخر إِن شَاءَ الله
الْمُقدمَة الثَّانِيَة إِذا كَانَ من الْملك بِهَذِهِ الْمنزلَة فالعناية بِهِ لاشك متأكده لاسيما حَيْثُ الْجِهَاد والرباط كَمَا فِي وطننا الأندلس أيده الله بسيوف أجناده فَفِي العهود اليونانية اصرف أَكثر اهتمامك إِلَى تَقْوِيم الْمُقَاتلَة وَاسْتَوْفِ عَلَيْهِم شَرَائِط الْخدمَة ووفهم مَالهم من الْأُجْرَة الَّتِي فَرضهَا لَهُم الِاسْتِحْقَاق
وَمن عهد عقدَة بعض الْمُلُوك لِابْنِهِ من إنْشَاء الْكتاب أبي الْحسن بن جودي الخول الخول والجند الْجند فَإِن الله تَعَالَى قد حمى بِهِ الْحَوْزَة وَجعله نكالا للباغي وبلاء لِلْعَدو وظهيرا وعماد للعز إِذا عرفت هَذَا فلتشييد الْملك بِهِ عنايات

1 / 196