148

Badāʼiʻ al-silk fī ṭabāʼiʻ al-mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Enquêteur

علي سامي النشار

Maison d'édition

وزارة الإعلام

Édition

الأولى

Année de publication

1398 AH

Lieu d'édition

العراق

الدولة الثَّالِثَة
دولة الْمُوَحِّدين
من بعد ذَلِك أهملوها أَولا للبداوة ثمَّ صَارُوا إِلَى انتحال السَّمَاء والألقاب وَكَانَ إسم الْوَزير فِي مَدْلُوله ثمَّ اتبعُوا الأموية وقلدوها فِي مَذَاهِب السُّلْطَان واختاروا اسْم الْوَزير لمن يحجب السُّلْطَان فِي مَجْلِسه وَيقف بالوفود الداخلين عَلَيْهِ عِنْد الْحُدُود فبالتحية وَالْخطاب والآداب اللَّازِمَة بَين يَدَيْهِ وَرفعُوا خطة الْحجاب مَا شاؤا وَالله ولي الْأُمُور
الْمطلب الأول
فِي شُرُوطه الضرورية والمكملة
وَهِي لفضائل نفسية وكمالات بدنية وسعادات خارجية فَهِيَ ثَلَاثَة أَنْوَاع
النَّوْع الأول الْفَضَائِل النفسية وَهِي جملَة
إِحْدَاهَا الْعلم وأكده الْعلم بأيام النَّاس وسير الْمُلُوك وسياسة الرياسة وأدب الْخدمَة وَمَعْرِفَة الْخط وَالْكِتَابَة والحساب
الثَّانِيَة جودة الْفَهم ليتصور الْأُمُور على حقائقها وَيحكم عَلَيْهَا بِمَا يجب لَهَا نفيا وإثباتأ
الثَّالِثَة الذكاء والفطنة لِئَلَّا يتدلس عَلَيْهِ الْأُمُور فتشتبه وَلَا تموه فتلبس قيل وَلَا يَصح مَعَ إشتباهها غرم وَلَا يتم مَعَ التباسها حزم
الرَّابِعَة قُوَّة الْحِفْظ ليتذكر مَا يلقى إِلَى السُّلْطَان أَو ينْقل عَنهُ لِأَنَّهُ شَاهد لَهُ وَعَلِيهِ وَشرط الشَّهَادَة الْعلم بمتعلقها أَدَاء وتحملا
الْخَامِسَة الْمعرفَة بضروب الجبايات بِحَيْثُ لَا تخفى عَلَيْهِ وُجُوه

1 / 183