Azmina
الأزمنة وتلبية الجاهلية
Enquêteur
د حاتم صالح الضامن
Maison d'édition
مؤسسة الرسالة
Édition
الثانية
Année de publication
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
Régions
•Irak
Empires
Les califes en Irak
(لقد رأيتُ عَجَبًا مُذْ أَمْسَا ...)
(عجائزًا مثلَ الأفاعي خَمْسَا ...)
فكأنَّهُ تَرَكَ صرفَهُ في لُغَةِ مَنْ جَرَّ بمُذْ. وقالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ (١٥٢):
(أَتَعْرِفُ أمسِ من لَمِيسَ طَلَلْ ... مِثْلَ الكتابِ الدارسِ الأَحْوَلْ)
من حالَ يحولُ عليه الحَوْلُ.
قالَ أبو عليٍّ: أَظنّه حكى عن الخليل (١٥٣) ِ أنَّهُم أرادوا بأمسِ، حين خفضوا: رأيته بالأمسِ، حينَ حذفوا الباءَ والألفَ واللامَ، كما قالوا: خَيْرٍ عافاكَ اللهُ، يريدون: بخيرٍ. وكما قالوا: لاهِ أًبوكَ، يريدون: للهِ أبوكَ. وقال ذو الإصبَعِ (١٥٤):
(لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفضَلْتَ في حَسَبٍ ... دوني ولا أنْتَ دَيَّاني فتخزوني)
أي تقهرني، فحذفَ لامَ الإضافةِ ولام المعرفةِ. وهذا تَقْوِيَةٌ لمذهب الخليلِ. ومثلُهُ قولُ الآخرِ (١٥٥):
(طالَ الثواءُ وليسَ حينَ تقاطُعٍ ... لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى تَعْدُوه)
(٨ ب) فإذا أَدْخَلْتَ الألفَ واللام في (أمْس) فبعضُ العَرَبِ ينصبُهُ [ويقولُ] (١٥٦): رأيتُهُ الأَمْسَ. وبَعْضُهُم يخفضُهُ كحالِهِ قبلَ اللامِ، فيقولُ: رأيتُهُ الأَمْسِ يا هذا، فيما زَعَمَ يُونسُ. وقالَ الراجِزُ (١٥٧):
(غُضْفٌ طواها الأَمْسَ كَلاَّبِيُّ ...)
فنَصَبَ. وقالَ نُصَيْبٌ (١٥٨):
(وإنِّي حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَهُ ... ببابِكَ حتى كادتِ الشَّمْسُ تغربْ)
(١٥٢) ديوانه ١٥٧.
(١٥٣) ينظر: الكتاب ١ / ٢٩٤. والخليل بن أحمد الفراهيدي، توفي سنة ١٧٠ هـ. (أخبار النحويين البصريين ٣٠، طبقات النحويين واللغويين ٤٧) .
(١٥٤) ديوانه ٨٩.
(١٥٥) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة ١ / ٢٤٤ وفيه: لعدو. وعجز البيت في اللسان (أله) وفيه: والنوى يعدو.
(١٥٦) من الأزمنة والأمكنة ١ / ٢٤٤ نقلا عن قطرب.
(١٥٧) العجاج، ديوانه ١ / ٥١٨.
(١٥٨) شعره: ٦٢.
1 / 32