الجزء الأول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
نضع بين يدي قرائنا الكرام كتاب الأزمنة والأمكنة فهو كتاب جامع شامل الموضوعات لها من الأهمية شأن كبير في معرفة علوم زاد الاهتمام بها في الماضي كثيرا وما يزال الاهتمام بها في العصر الحاضر يأخذ مجالا واسعا لكونها تبحث في الطبيعة وفي حركة الكواكب وتسمياتها وقوانينها وهي قاعدة انطلاق أساسية في العصر الحاضر للتعرف على الفضاء وعلى معرفة جوانب منه ما زالت غامضة وتشغل الكثير من العلماء في العصر الحاضر ويعتبر الكشف عنها أو البحث فيها يخدم الإنسانية فهي مترابطة إلى حد بعيد مع بعضها فالعلوم جميعا تكمل بعضها البعض فإثبات صحة تجربة علمية أحيانا وللتأكد من نجاحها يتطلب إجراء اختبارات لها في الفضاء لهذا فإن أجدادنا العرب في الماضي اهتموا كثيرا بالعلوم التي كان لها علاقة مباشرة بحياتهم في حلّهم وترحالهم ومن أهم هذه العلوم علم الفلك الذي كان له دور كبير ومرتبطا ارتباطا وثيقا بهم لمعرفة أحوال الجو وللاهتداء بالنجوم والكواكب في السير ولمعرفة الزمن وأقسامه، وأدركوا مدى الارتباط بين الزمان والمكان وأهمية هذا الترابط الوثيق بينهما لدرجة أنه لا يمكن لأحدهما أن يكون بدون الآخر.
وقد قسّم الكتاب إلى أبواب وفصول اشتملت على مضمون الكتاب حسب تسلسل الحروف الأبجدية وقد بدأها في ذكر الآي المنهية من القرآن على نعم الله تعالى على خلقه في آناء الليل والنهار وفي ذكر أسماء الزمان والمكان ومتى تسمى ظروفا ومعنى قول النحويين الزمان ظرف الأفعال. المهم أن العناوين تجسدت فيها روح النصوص ولم تنفصل عن بعضها البعض فكلها أعطت للكتاب أهمية خاصة في جعله وحدة متكاملة مثل أسماء الشمس وأسماء القمر وختمها في ذكر مشاهير الكواكب التي تسمى الثابتة وغيرها المتحركة.
أما المؤلف فقد كان له باع طويل في رفد العلم بمؤلفاته الفريدة في فنون العلوم فقد
1 / 3