وكان جالسا إلى جنب أم علية يدخن سيجارا، ووقف فؤاد عند مدخل البهو حينا، وهجم عليه الضيق فجأة حتى أحس أنه أشقى من فوق الأرض، وخيل إليه أن كل ما في البهو ينظر نحوه شزرا، وسارت علية متجهة إلى مقعد ونظرت إلى فؤاد كأنها تدعوه ليجلس إلى جانبها.
ونظر صدقي إليه باسما.
فقال فؤاد وهو يحاول إخفاء ارتباكه: كنت أود لو استطعت أن أقضي الغد معكم، ولكني مضطر أن أكون في دمنهور غدا.
فصاحت علية: مستحيل!
وذهبت نحوه فأمسكت بذراعه.
فقال فؤاد في بسمة ضئيلة: أشكرك، ولكني مضطر يا علية، لا بد أن أكون في دمنهور صباحا.
وحيا آخر الأمر منصرفا، فذهبت عليه معه إلى المرسم، وكان سعيد ما زال هناك في قميصه عاكفا على صوره يرتبها ويزيل أثر الغبار عنها.
فصاحت به علية: ما هذا؟
فالتفت سعيد باسما وقال لفؤاد: لعل الحديقة أعجبتك.
فقالت علية: إنه يريد السفر الليلة.
Page inconnue