قال السيد ماكجريجور بحلم: «أرجو أن يجلس صديقنا إليس قليلا.»
جلس إليس على مقعده مرة أخرى، وهو يهتف قائلا: «هراء لعين!» كان فلوري يشاهد وراء النهر مجموعة من البورميين على زورق، وهم يحملون عليه لفة طويلة غريبة الشكل. في نفس الوقت أخرج السيد ماكجريجور خطابا من ملف أوراقه. «ربما من الأحرى أن أفسر كيف استجدت هذه المسألة في المقام الأول. أخبرني المفوض أن الحكومة كانت قد أرسلت نشرة دورية، تقترح فيها أن على النوادي التي ليس فيها أعضاء من أهل البلد أن تختار عضوا واحدا على الأقل؛ أي تقبله تلقائيا. وتقول النشرة ... آه أجل! ها هي: «إنها سياسة خاطئة أن توجه الإهانات الاجتماعية إلى مسئولين رفيعي المكانة من أهل البلد.» فلتسمحوا لي أن أقول إنني أختلف معهم قطعيا. لا شك أننا جميعا كذلك. نحن من نؤدي الأعمال الفعلية للحكومة نرى الأشياء بشكل مختلف جدا عن هؤلاء ... آه ... البرلمانيين أمثال باجيت الذين يتدخلون في أعمالنا من مواقعهم البعيدة. يتفق المفوض معي تماما. إلا أن ...»
قاطعه إليس وقال: «لكن هذا كله هراء لعين! ما علاقة المفوض أو أي شخص آخر بالأمر؟ لا شك أننا نستطيع أن نفعل ما يحلو لنا في نادينا اللعين. ليس من حقهم أن يملوا علينا ما نفعله خارج العمل.»
قال ويستفيلد: «بالضبط.» «لقد استبقتني. فقد أخبرت المفوض أنني لا بد أن أطرح المسألة على سائر الأعضاء. واقترح هو المسار التالي: إذا لاقت الفكرة أي تأييد في النادي فهو يرى أن من الأفضل أن نختار عضوا من أهل البلد. أما إذا كان النادي بأسره ضدها فمن الممكن إغفالها. أي إذا كان القرار بإجماع الآراء.»
قال إليس: «حسنا، إن الإجماع تام قطعا.»
قال ويستفيلد: «هل تقصد أن الأمر يتوقف على ما إذا كنا نقبل بهم هنا أم لا؟» «أعتقد أن بإمكاننا اعتبار الأمر كذلك.» «حسنا، لنقل إذن إننا نرفضه فردا فردا.» «ولنقل ذلك بحزم شديد بحق الرب. نريد أن ننتهي من هذه المسألة بصفة نهائية.»
قال السيد لاكرستين بصوت أجش: «لا فض فوك! لنبعد الأراذل السود عنه. روح الجماعة وتلك الأشياء.»
كان السيد لاكرستين ممن يمكن أن يعول عليه دائما من أجل الآراء العاقلة في موقف كهذا. كان في أعماقه لا يكترث ألبتة للراج البريطاني، بل ولم يأبه له قط، وكان لا يبالي سواء احتسى شرابه مع شرقي أو مع رجل أبيض؛ لكنه كان دائما على استعداد لترديد: «لا فض فوك!» بصوت عال متى اقترح أحدهم قرع خادم قليل الأدب بالخيزرانة أو إلقاء دعاة القومية في الزيت المغلي. كان يفتخر بأنه قد يسكر قليلا وما إلى ذلك، لكن ليكن، فقد كان وطنيا. كانت هذه هي صورته للاحترام. شعر السيد ماكجريجور في باطنه بشيء من الارتياح إزاء الاتفاق العام. فإذا اختير عضو شرقي، لا بد أن يكون ذلك العضو هو الدكتور فيراسوامي، وقد صار يداخله شك كبير تجاه الطبيب منذ الهروب المريب لنجا شوي أو من السجن.
قال السيد ماكجريجور: «هل أعتبركم جميعا متفقين إذن؟ إذا كان الأمر كذلك فسأخبر المفوض. إن لم يكن كذلك فلا بد أن نبدأ مناقشة المرشح للعضوية.»
هنا نهض فلوري واقفا؛ إذ كان عليه أن يقول كلمته. شعر كأن قلبه قد صعد إلى حلقه وبدأ يخنقه. كان واضحا مما قاله السيد ماكجريجور أن في وسعه ضمان اختيار الطبيب بأن يقول كلمته. لكن يا له من أمر شديد الضجر والإزعاج! يا للضجة اللعينة التي ستترتب على ذلك! كم تمنى لو أنه لم يعد الطبيب بذلك قط! لكن لا جدوى، فقد وعده، ولا يمكنه أن يحنث بوعده. منذ زمن قصير جدا كان سيحنث به، لكونه سيدا إنجليزيا صالحا، وبأي سهولة! لكن ليس الآن. عليه أن يثابر حتى النهاية. وقف مواربا حتى تكون وحمته مخفية عن الآخرين، وقد شعر مسبقا بأن صوته صار رتيبا وشاعرا بالإثم. «هل لدى صديقنا فلوري شيء ليقترحه؟» «نعم. أقترح اختيار الدكتور فيراسوامي عضوا في هذا النادي.»
Page inconnue