Les Versets Évidents sur les Miracles dans les Membres du Prophète
الآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات
Genres
((يا معشر الأزد، إن من سعادة القوم أن يتعظوا بغيرهم، ومن شقائهم أن لا يتعظوا إلا بأنفسهم، وإنه من لم تنفعه التجارب ضرته، ومن لم يسعه الحق لم يسعه الباطل، وإنما تسلمون اليوم بما أسلمتم به أمس، وقد علمتم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد تناول قوما أبعد منكم فظفر بهم، وأوعد قوما أكثر منكم فأخاتهم، ولم يمنعه منكم عدة ولا عدد، وكل بلاء منسي إلا ما بقي أثره في الناس، وما ينبغي لأهل البلاء إلا أن يكونوا أذكر من أهل العافية للعافية، وإنما كف نبي الله عنكم ما كفكم عنه، فلم تزالوا خارجين مما فيه أهل البلاد داخلين فيما فيه أهل العافية، حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبكم ونقيبكم فعبر الخطيب عن الشاهد، ونقب النقيب عن الغائب، ولست أدري لعله يكون للناس جولة، فإن تكن فالسلامة منها الأناة، والله يحبها فأحبوها، فأجابه القوم وسمعوا قوله، فقال في ذلك سواد بن قارب:
جلت مصيبتك الغداة سواد ... وأرى المصيبة بعدها تزداد
أبقى لنا فقد النبي محمد ... صلى الإله عليه ما يعتاد
حزنا لعمرك في الفؤاد مخامرا ... أو هل لمن فقد النبي فؤاد
كنا نحل به جنابا ممزعا ... جف الجناب فأحدب الرواد
فبكت عليه أرضنا وسماؤنا ... وتصدعت وجدا به الأكباد
قل المتاع به وكان عنانه ... حلما تضمن سكرتيه رقاد
كان العيان هو الطريف وحزنه ... باق لعمرك في النفوس تلاد
إن النبي وفاته كحياته ... الحق حق والجهاد جهاد
لو قيل تفدون النبي محمدا ... بذلت له الأموال والأولاد.
وتسارعت فيه النفوس ببذلها ... هذا له الإغياب والإشهاد
هذا وهذا لا يرد نبينا ... لو كان يفديه فداه سواد
Page 321