ولو ترامى بها غضبها إلى قتلي لوعة وكمدا!
لقد أصبحت أرى ألين العطف في أقسى الهجر، ولن أرضى بالأمر الذي ليس بالرضى، ولن يحسن عندي ما لا يحسن، ولن أطلب إلا في عصيان الحب! ... أريدها غضبى، فهذا جمال يلائم طبيعتي الشديدة، وحب يناسب كبريائي، ودع جرحي يترشش دما، فهذه لعمري قوة الجسم الذي ينبت ثمر العضل وشوك المخلب، وما هي بقوة فيك إن لم تقو أول شيء على الألم ...
أريدها لا تعرفني ولا أعرفها، لا من شيء إلا لأنها تعرفني وأعرفها ... تتكلم ساكنة وأرد عليها بسكوتي. صمت ضائع كالعبث ولكن له في القلبين عمل كلام طويل ...
أما والله ما أدري أحاجتي في حبها كانت إلى عزيمة أم إلى صبر أم نسيان أم خضوع؟
يا رواجف صدري! كل ذلك ليست منه فائدة ترجى، فإن حاجتي ألا أكون عرفتها من قبل!
ويا قلبي ، ما هي المعجزة التي يمكن أن تمنع الأمر الذي وقع بعد ما وقع ... •••
كلا كلا! ما ذهب الحب، وإن الذي يكذب حبه بإظهار غيظه من الحبيب ليكذبه الغيظ، وإذا انتهى أمر من الأمر وبقي في نفسك حيا فما انتهى.
كلا كلا! ما استوفيتك يا رسالة الغضب، فما أكثرك عندي فنونا، وما أوسعك معاني في نفسي.
كلا كلا! فلو أني كتبتك ملء ليل مظلم طال على محموم. ثم اطلعت هي عليك فأغضبتها ثم جاءت ... جاءت تسألني ... تسألني. أأنت كتبت هذه؟
آه، تالله إن أجبتها إلا؛ كلا كلا ...
Page inconnue