Awn al-Hanan fi Sharh al-Amthal fi al-Quran
عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
Lieu d'édition
بيروت
Genres
والمتهمون له فى دعوى نبوته ليس لكم سبب فى اتهامكم سوى أنكم تجوزون أن يكون إخباره ﷺ بذلك مبنيا على مشاهدته ومعاينته ذلك، وأنه غاية فى السفاهة، ونهاية الجنون والجهالة، ومن أضل ممن عدل عن الاحتمال الثابت بالمعجزات القاطعة والبراهين القطعية، وهو أنه ﷺ يوحى إليه إلى احتمال لا يذهب إليه وهم أحد، وهو أنه ﷺ أخبر عن هذه الحقائق بالمشاهدة.
محاجة القرآن للنصارى فى عبادة عيسى:
قال الله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ [آل عمران:
٥٩] الآية.
سبب النزول:
روى أن وفد نصارى نجران جادلوا رسول الله ﷺ، وقالوا: ما لك تشتم صاحبنا، قال: «وما أقول؟»، قالوا: تقول: إنه عبد الله ورسوله، قال: «أجل، إنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول»، فغضبوا وقالوا: هل رأيت إنسانا قط من غير أب، فإن كنت صادقا فأرنا مثله، فنزل قوله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ [آل عمران: ٥٩].
كأنهم قالوا: يا محمد، لما سلمت أنه لا أب له من البشر، وجب أن يكون أبوه هو الله تعالى، فقال: إن آدم ما كان له أب ولا أم، ولم يلزم من ذلك أن يكون أبوه هو الله تعالى، وأن يكون هو ابنا له تعالى، فكذا القول فى عيسى، ﵊.
ولعله من الواضح بعد بيان هذه المشابهة الواقعة بين عيسى وآدم، ﵈، أن تبطل شبهتهم فى قولهم فى عيسى: إنه ابن الله تعالى، وعليهم بمقتضى هذا أن ينزلوا عن اعتقادهم فى بنوة عيسى، وأنه ابن الله تعالى، ولم يستطيعوا أن يفروا من هذا أبدا، اللهم إلا ما كان من عنادهم واستكبارهم.
آية المباهلة:
ثم قال تعالى زيادة فى الإلزام وتأكيدا لإظهار الحجة عليهم: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ [آل عمران: ٦١]، المراد بالعلم
1 / 101