Illusions de l'esprit : une lecture du « Novum Organum » de Francis Bacon
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Genres
anticipations
بقوة ورسوخ يكفي لانتزاع الإجماع. فحتى إذا أصيب البشر جميعا بالجنون بدرجة متساوية سيكون بوسعهم الاتفاق فيما بينهم اتفاقا كبيرا. (28) الحق أن «الاستباقات» أقوى بكثير على كسب الإجماع من «التفسيرات»، فلأنها مستقاة من أمثلة قليلة (شائعة مألوفة في الأغلب) فهي تمس الفهم على الفور وتملأ المخيلة، على حين أن التفسيرات - إذ تستجمع وقائع شديدة التنوع والتناثر - لا يمكنها أن تنفذ إلى الفهم للتو؛ ومن ثم فلا مناصلك لها من أن تبدو للنظرة الشائعة شيئا صعبا وناشزا وأشبه بأسرار الإيمان. (29) يحق للعلوم القائمة على الآراء والاعتقادات أن تستخدم «الاستباقات» والجدل؛ ذلك أن غايتها أن تفرض القبول (بالقضية) لا السيطرة على الأشياء. (30) حتى لو اجتمعت كل العقول من كل العصور وتآزرت جهودها جميعا فلن يتحقق تقدم كبير في العلم من طريق «الاستباقات»؛ ذلك أن الأغلاط المتجذرة في جبلة العقل الأولى لا سبيل إلى الشفاء منها بأية جهود أو علاجات لاحقة مهما بلغت عبقريتها. (31) من العبث أن نتوقع أي تقدم كبير في العلوم من عملية إضافة وتطعيم
6
أشياء جديدة على القديمة، لا بد لنا من بداية جديدة
7
تتناول الأسس نفسها إذا شئنا ألا نظل ندور إلى الأبد في حلقة لا تفضي إلى أي تقدم يذكر. (32) كرامة المؤلفين القدماء محفوظة، وكذا كرامة الجميع؛ فنحن
8
لا ندخل في مقارنة من حيث العقول أو الملكات، بل مقارنة في الطرق والمناهج، ونحن لا نضطلع بدور القاضي بل بدور المرشد. (33) فلنقلها صراحة: ليس ثمة حكم صائب يمكن إصداره على منهجنا، ولا على الكشوف الناجمة عنه بواسطة تلك «الاستباقات» التي تشكل طريقة التفكير السائدة في الوقت الحالي، فليس ثمة ما يحملنا على أن نتقبل حكم المنهج الذي هو نفسه يحاكم.
9 (34) ولا هو بالأمر السهل أن نشرح أو نفسر ما نحن بصدده؛ ذلك أن كل ما هو جديد سيظل يفهم من خلال الإشارة إلى ما هو قديم. (35) كان بورجيا
10
Page inconnue