3
بالقصر الأحمر المذكور، وضرب في كل واحد منهما قبة ضخمة جدا، وفرش ذلك بالفرش الحسان.
وأتى شمس الدين التبريزي، أمير المطربين، ومعه الرجال المغنون والنساء المغنيات والرواقص، وكلهن مماليك السلطان.
وأحضر الطباخين والخبازين والشوائين والحلوانيين والشربدارية والتنبول داران،
4
وذبحت الأنعام والطيور، وأقاموا يطعمون الناس خمسة عشر يوما، ويحضر الأمراء الكبار والأعزة ليلا ونهارا.
فلما كان قبل ليلة الزفاف بليلتين جاء الخواتين
5
من دار السلطان ليلا إلى هذا القصر، فزينه وفرشنه بأحسن الفرش، واستحضر سيف الدين، وكان عربيا غريبا لا قرابة له، فحففن به، وأجلسنه على مرتبة معينة له. وكان السلطان قد أمر أن تكون أم أخيه مبارك خان مقام أم الأمير غدا، وأن تكون امرأة أخرى من الخواتين مقام أخته، وأخرى مقام عمته، وأخرى مقام خالته، حتى يكون كأنه بين أهله، ولما أجلسنه على المرتبة جعلن له الحناء في يديه ورجليه، وأقام باقيهن على رأسه يغنين ويرقصن، وانصرفن إلى قصر الزفاف، وأقام هو مع خواص أصحابه.
وعين السلطان جماعة من الأمراء تكون من جهته «الأمير»، وجماعة يكونون من جهة الزوجة، وعادتهم أن تقف الجماعة التي من جهة الزوجة على باب الموضع الذي تكون به جلوتها على زوجها، ويأتي الزوج بجماعة، فلا يدخلون إلا أن يغلبوا أصحاب الزوجة، أو يعطونهم آلاف الدنانير إن لم يقدروا عليهم.
Page inconnue