222

إن نال مضجعه والبطن ملآن

كأنما الفلك الدوار أرحية

للقوت، والشمس في الآصال أفران

سعيد بن جبير1

سيف الحجاج مصلت يرعد، وينذر ويتوعد، ويحكم في الرقاب فلا معقب، وقد جلس الحجاج مجلس بؤسه، وأدار أفلاك نحسه، وهو من تمرس بالشدائد حتى هانت عليه، وشهد القتل حتى ما يبالي به، ساعة صرح فيها الشر، وكشرت المنية، وحسبك ببطش الحجاج الذي يوحي إلى كل قلب رعبه، ويقض على القريب والبعيد مضجعه.

قدمت إليه أسارى «الجماجم»

2

وقد أمره الخليفة فيهم أن يقتل من لا يقر على نفسه أنه كفر إذ خرج على الخليفة مع ابن الأشعث.

رأى كل أسير أن في الإقرار فرجا، وفي التعريض لمن يأبى التصريح مخرجا؛ سئل الشعبي فقال: أصلح الله الأمير! نبا بنا المنزل، وأحزن بنا الجناب، واستحلسنا الخوف، واكتحلنا السهر، وخبطتنا فتنة لم نكن فيها بررة أنقياء، ولا فجرة أقوياء، وسئل مطرف بن عبد الله فقال: أصلح الله الأمير، إن من شق العصا، وسفك الدماء، ونكث البيعة، وفارق الجماعة، وأخاف المسلمين، لجدير بالكفر.

وأنت يا سعيد بن جبير! إن لك في القوم أسوة، ولك في القرآن رخصة. هذا سيف الحجاج ونطعه، وذاك جبروته وبطشه. الحجاج من لا تأخذه هوادة، ولا ينثني إذا اعتزم، فأبق على نفسك بكلمة؛ كلمة لا تضيرك في دين ولا دنيا. تقدم فصرح بالكفر مكرها، أو فعرض؛ فإن في المعاريض متسعا. لا تتردد؛ فإن سيف الحجاج لا يمهل، ولا تبطئ؛ فإن الحجاج لا يؤامر.

Page inconnue